منوعات

خريطة العالم هل هي حقيقية.. هل الأرض مسطحة تعرف على رأي العلم

هل الأرض التي نسير عليها ليل نهار ونراها بأعيننا مسطحة ومستوية وممتدة كما تبدو أما أنها على شكل كرة غير منتظمة، هذا الجدل قديم للغاية في الواقع، حيث اعتبر البشر في البداية أن الأرض هي كما نراها مستوية، بينما لاحظ أخرون أن هناك ظواهر تؤكد استحالة أن تكون الأرض مسطحة وأن هذا الجسم الذي نعيش عليه إنما هو جسم دائري، ومن تلك الظواهر الظل الذي يتغير طوله من مكان لآخر وهذا يؤكد أن طول شعاع الشمس الذي يسقط على الأرض ليس متساوي، وفيما يلي بعض المعلومات عن شكل الأرض وطريقة رسم الخريطة.

هل الأرض المسطحة

يبدو أن الإجابة على هذا السؤال محسومة منذ قرون، لا الأرض كروية وليست مسطحة، إلا أنه على مر العصور ظهر الكثير من الأشخاص الذين يعتقدون أن الأرض مسطحة، وعلى الرغم من احتجاجات أصحاب الأرض المسطحة، فإن كوكب الأرض ليس مسطح والحقيقة أن كل الأدلة العلمية تشير إلى أن الأرض جسم كروي مفلطح من الجانبين فهي عبارة عن كرة ذات قمة وقاع مسطحين ومنتفخة على طول خط الاستواء.

هل خريطة العالم حقيقية

هذا الأمر ينقلنا لتساؤل أخر عن الخريطة التي نعرفها، فهل خريطة العالم حقيقية؟؟ في الحقيقة كان هذا الشكل المنبعج لسطح الأرض بمثابة معضلة كبيرة لرسامي الخرائط منذ فجر التاريخ، حيث كيف يمكن رسم جسم كروي ثلاثي الأبعاد على ورقة منبسطة، ويمكنك أن تلاحظ ذلك بنفسك أو تجربه إذا كان لديك كرة قديمة لا تريدها فحاول أن تقوم بفتحها وإعادة ترتيب شكلها لتحصل على مستطيل مثالي، وهذا المثال العملي سوف يعطيك فكرة عن صعوبة تمثيل الكرة الأرضية على  ورقة مسطحة.

إسقاط مركاتو

كان إسقاط مركاتور، الذي ابتكره الجغرافي ورسام الخرائط الفلمنكي جيراردوس مركاتور في عام 1569، اكتشافًا قبل حوالي 500 عام، وهو الرسم الأكثر استخدامًا لتمثيل سطح الأرض على مر العصور،  وهذا هو نظام الخرائط الذي استخدمه الملاحون لعدة قرون، فهو الأفضل من كل الإسقاطات الأخرى التي حاولت تمثيل الأرض على شكل مسطح، ومع ذلك فإن هذا النموذج يعاني من تشوهات كبيرة.

اسقاط ميركاتو
خريطة مرسومة بإسقاط ميركاتو

تم بناء هذا الإسقاط بناء على  خاصة مفادها أن الدوائر الكبرى عبارة عن خطوط مستقيمة، ويتم تعريف الدائرة الكبرى على أنها أي دائرة مرسومة على الكرة الأرضية ومركزها يشمل مركز الكرة الأرضية، لكن على الكرة الأرضية الحقيقية تتقارب خطوط الطول عندما تقترب من القطب وتقصر أطوال خطوط العرض المتوازية حتى القطب. ولكن عند رسم خريطة للأرض على شكل مستطيل ، يتم تمديد القطبين من نقاط إلى خطوط بطول خط الاستواء ويمتد كل خط موازي إلى طول خط الاستواء،

لذلك على خريطة العالم المرسومة بإسقاط مركاتو، هناك تمدد أفقي عندما يتحرك المرء نحو القطب، والنتيجة هي أن بعض المناطق تبدو أكبر بكثير على الخريطة مما هي عليه في الواقع، في حين يتم رسم مناطق أخرى أصغر بكثير، وهذا التشويه يظهر في تمثيل الأحجام النسبية لمناطق مثل جرينلاند وأوروبا وأفريقيا والهند، حيث يظهر حجم أوروبا وجرينلاند أكبر مما هما في الحقيقة، بينما يظهر كل من أفريقيا والهند أصغر بكثير بالنسبة لحجميهما الطبيعي.

ولوضع هذا الأمر في سياقه، يبدو أن جرينلاند وأفريقيا متشابهتان في الحجم وفقًا لتوقعات مركاتور، في حين أن أفريقيا في الواقع أكبر بنحو 14 مرة، وفقًا لمجلة ساينتفيك أمريكان، وبالمثل، تم تصوير ألاسكا على أنها أكبر بثلاث مرات من المكسيك، في حين أن المكسيك في الواقع أكبر بنحو 1.3 مرة.

إسقاط غال بيترز لرسم خريطة العالم

نظرًا لأن إسقاط مركاتور معيب لأنه فشل في تمثيل الأحجام الحقيقية فقد انتشر في السبعينيات والثمانينيات من القرن العشرين إسقاط غال بيترز، وهو إسقاط متساوي المساحة، ولكنه قبيح للغاية كما وصفه بعض العلماء، وهذا الإسقاط له بعض مشاكل في الدقة أيضًا، على الرغم من أن جميع المناطق لها الحجم الصحيح بالنسبة لبعضها البعض، إلا أن معظم كتل اليابسة يتم تشويهها للحصول على الحجم النسبي الصحيح، حيث تبدو كتل اليابسة ممتدة ــ أفقيا عند القطبين وعموديا عند خط الاستواء، ـوهذا يعني أنه على الرغم من أن البلدان ذات الحجم الصحيح تقريبا، فإنها ليست بالشكل الصحيح بأي حال من الأحوال، وهذا التشويه، كما هو الحال مع إسقاط مركاتور، يبدو أكثر وضوحًا في القطبين.

خريطة العالم مرسومة بإسقاط غال بيترز

تم رسم العديد من الخرائط المسطحة الأخرى على مر القرون، لكنها جميعها تعاني من نفس المشكلة، من المستحيل تصوير الأرض ثلاثية الأبعاد على خريطة ثنائية الأبعاد دون التضحية بجزء من الدقة، ومن الإسقاطات الأخرى المهمة في رسم الخرائط إسقاط وينكل تريبل، الذي تم تصميمه في عام 1921، وهو الخريطة المسطحة المفضلة لدى الجمعية الجغرافية الوطنية الأمريكية، ولكن حتى هذه بها مشاكل مع التشويه، خاصة فيما يتعلق بالمحيط الهادئ، الذي يبدو على هذه الخريطة أوسع مما هو عليه في الواقع.

أيضًا يوجد إسقاط أخر يعرف بالإسقاط التوفيقي وهو المفضل لدى مؤسسة ناشيونال جيوغرافيك لأنه أقل تشويهًا عند مقارنته بالخرائط الأخرى صغيرة الحجم، فعلى الرغم من أنه لا يزيل تمامًا التشوهات الشائعة في الخرائط المسطحة الأخرى فيما يتعلق بالمنطقة أو الاتجاه أو المسافة، إلا أنه يقلل منها قدر الإمكان، وهذا يعني في النهاية أن كل جزء من الخريطة تقريبًا مشوه بطريقة ما، ولكن ليس بشكل مفرط.

علا علي

علا علي درست في كلية الحاسبات والمعلومات جامعة القاهرة، أمتهن حاليًا الكتابة في العديد من المدونات باللغتين العربية والإنجليزية، أهوى القراءة والطبخ والتسوق

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى