تصريحات هامة لشيخ الأزهر بحفل إستقباله بإندونيسيا

دائمًا مايسعى الأزهر عبر قياداته المختلفة وعلى رأسهم فضيلة الإمام أحمد الطيب شيخ الازهر الشريف من أجل رفع راية الإسلام ومحاربة كل من يحاول تشويه صورة الإسلام ونشر المخاوف تجاهه خاصة في دول الغرب، وهو مادفع فضيلته لزيارة عدد من دول شرق أسيا من أجل بحث سبل محاربة تلك المخاوف.
تصريحات الطيب
وفي كلمته خلال الحفل الذي أقيم لإستقبال فضيلته، وانعقد تحت عنوان “الحوار والوئام بين الأديان والحضارات”، قال شيخ الأزهر: “إن الأديان تحمل رسالة سلام للبشرية جمعاء، بل وحتى للحيوان والنبات والطبيعة بأسرها، علينا أن ندرك أن الإسلام لا يبيح للمسلمين القتال إلا في حالة واحدة، وهي الدفاع عن النفس والأرض والوطن”، وأكد أن المسلمين لم يقاتلوا قط لإجبار الآخرين على الدخول في الإسلام، مشيراً إلى أن الإسلام لا ينظر إلى غير المسلمين بمنظور العداء والصراع، بل بمنظور المودة والأخوة الإنسانية، وذكر أن هناك آيات صريحة في القرآن تنص على أن علاقة المسلمين بغيرهم من المسالمين، بغض النظر عن دياناتهم أو مذاهبهم، هي علاقة مودة وبر وإنصاف.
الإسلام لايحتاج لإثبات
فضيلته أضاف أن الإسلام ليس بحاجة لإثبات أنه دين الحوار وتكامل الحضارات واحترام الثقافات، فهذه الحقائق معروفة لمن يؤمنون بهذا الدين ولمن لا يؤمنون به على حد سواء، وأوضح أن التاريخ شهد لحضارة الإسلام بأنها دائماً كانت حضارة الأخوة الإنسانية والتعايش الديني السلمي، وأشار إلى أنها لم تكن أبداً سبباً لشقاء الإنسانية، ولم تعرف عداء معلناً أو خفياً مع الأديان الأخرى، ولم تتجاوز في نزاعاتها المسلحة مع غير المسلمين حدود الشريعة الإسلامية، التي تنص على الدفاع عن النفس والوطن بما يتفق مع الحق والعدل.
شيخ الأزهر أكد أن من الضروري على الشرقيين أن يعززوا الروابط التقاربية والتآلفية مع الغرب، مشيراً إلى أهمية النظر بتفاؤل نحو الحضارة الغربية التي أسهمت بشكل كبير في إنقاذ الإنسانية ورفعها إلى مستويات علمية وتقنية لم تكن ممكنة من قبل، بفضل جهود علماء الغرب في استكشاف المعرفة الأدبية، والتجريبية، والفنية.
وفي ختام كلمته، أشاد بالخطوة التاريخية التي قام بها مع البابا فرنسيس، والتي أسفرت عن وثيقة الأخوة الإنسانية، والتي اعتمدها العالم وأصبحت يوما دوليا للأخوة الإنسانية في الأمم المتحدة، وأعرب عن أمله في أن تساهم هذه الخطوة في تقليل التوترات والتباعد بين أتباع المذاهب والأديان في كل من الشرق والغرب، خاصة في أوقات النزاعات والأزمات، مشيراً إلى أن مثل هذه اللقاءات ستحقق النتائج المرجوة إذا كانت النيات صافية، والعزائم قوية، والقلوب متفتحة، والعقول مستعدة للتفاهم والتعاون.