يوم عرفة .. ما هو وكيف شرفه الله وفضَّله على غيره.. وما هي الأعمال المشروعة في هذا اليوم؟

يوم عرفة ، بعد قضاء يوم التروية في مشعر منى، يبدأ حجاج بيت الله الحرام مع شروق شمس يوم السبت 9 ذي الحجة 1445هـ بالتدفق إلى صعيد عرفات لأداء ركن الحج الأعظم “الوقوف بعرفة”، فيما يحرص غيرهم من المسلمين على صيام هذا اليوم والقيام بأكبر قدرٍ من أعمال الخير والبر والتزود من صالح الأعمال لما في ذلك من الأجر المضاعف والثواب الكبير بإذن الله، فما هو يوم عرفة وكيف شرفه الله سبحانه وفضله على غيره من سائر الأيام، بوابة الصبح والتفاصيل.
يوم عرفة هو أفضل الأيام
يوم عرفة أو يوم الوقوف على صعيد جبل عرفات هو اليوم التاسع من شهر ذي الحجة من كل عام هجري وهو أفضل الأيام عند الله حيث ورد في الحديث الذي رواه ابن حبان من حديث جابر عن النبي محمد صلى الله عليه وسلم أنَّه قال: ((أفضل الأيام يوم عرفة))، وفي رواية أخرى قال رسول الله صلى الله عليه وسلَّم:
((مَا مِنْ يَوْمٍ أَفْضَلُ عِنْدَ اللَّهِ مِنْ يَوْمِ عَرَفَةَ، يَنْزِلُ اللَّهُ تَعَالَى إلَى سَمَاءِ الدُّنْيَا فَيُبَاهِي بِأَهْلِ الْأَرْضِ أَهْلَ السَّمَاءِ)) وفي رواية: ((إنَّ اللَّهَ يُبَاهِي بِأَهْلِ عَرَفَةَ مَلَائِكَتَهُ، فَيَقُولُ: يَا مَلَائِكَتِي، اُنْظُرُوا إلَى عِبَادِي، قَدْ أَتَوْنِي شُعْثا غُبْرا ضَاحِينَ)).
لماذا يوم عرفة هو يوم إكمال الدين وإتمام النعمة؟
كما أنَّ يوم عرفة هو يوم إكمال الدين وإتمام نعمة الله على المسلمين، حيث روى الإمام البخاري بسنده أنَّ اليهود قالوا للخليفة الثاني الفاروق عمر بن الخطاب رضي الله عنه: إنكم تقرؤون آية لو نزلت فينا لاتخذناها عيدا فأجاب عمر رضي الله عنه مؤكِّداً أنّه يعلم الآية ومتى وأين نزلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم مشيراً إلى أنَّها نزلت يوم عرفة إنا وهي
“الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلاَمَ دِينا” (المائدة3).
ويشير الفقهاء إلى أنَّ إكمال الدين في ذلك اليوم حصل للأسباب التالية:
- لأن المسلمين لم يكونوا قد حجوا حجة الإسلام من قبل ولمَّا فعلوا ذلك كمُل دينهم بعمل جميع أركان الإسلام.
- لأن الله سبحانه في ذلك اليوم أعاد الحج على قواعد إبراهيم عليه السلام.
- لأن الله في ذلك اليوم نفى الشرك وأهله فلم يختلط بالمسلمين في ذلك الموقف منهم أحد.
وجاء إتمام النعمة بالمغفرة التي لا تتم النعمة بدونها كما قال الله تعالى لنبيه
“لِيَغْفِرَ لَكَ اللَّهُ مَا تَقَدَّمَ مِن ذَنبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ وَيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكَ” (الفتح2).

يوم عرفة يوم عيد وصيامه يكفر سنتين
وقد فضَّل الله سبحانه وتعالى يوم عرفة على سائر الأيام بأن جعله يوم عيد للمسلمين وجعل صيامه يكفر ذنوب السنة التي قبله والسنة التي بعده وهو أكثر أيام العتق من النار بإذن الله:
عن أبي أمامة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال “يوم عرفة ويوم النحر وأيام التشريق عيدنا أهل الإسلام وهي أيام أكل وشرب” رواه أبو داود.
قال النبي صلى الله عليه وسلم “صيام يوم عرفه أحتسب على الله أن يكفر السنة التي قبله والسنة التي بعده” رواه مسلم.
عن عائشة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “ما من يوم أكثر من أن يعتق الله فيه عبدا من النار من يوم عرفة، وإنه ليدنو، ثم يباهي بهم الملائكة فيقول ما أراد هؤلاء” قال ابن عبد البر وهو يدل على أنهم مغفور لهم لأنه لا يباهي بأهل الخطايا والذنوب إلا بعد التوبة والغفران.

الأعمال المشروعة في يوم عرفة
- صيام يوم عرفة يكفر ذنوب سنتين بإذن الله ويستحب صيامه لغير الحاج، أما الحاج فلا يصوم حتى يتقوى على الوقوف وذكر الله تعالى.
- الإكثار من الدعاء والذكر: حيث أنَّه يوم يتقبل فيه الله الدعاء ويفغر الذنوب ويباهي بعباده.
وقد ورد أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “خير الدعاء دعاء يوم عرفة، وخير ما قلت أنا والنبيون من قبلي: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك، وله الحمد، وهو على كل شيء قدير” رواه أصحاب السنن.
- التكبير: وقد ورد التكبير والتهليل بصيغ متعددة منها:
الله أكبر الله أكبر الله أكبر كبيرا
الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله .. الله أكبر الله أكبر ولله الحمد
- الصدقة وإخراج الزكاة حيث يحرص المسلمون على إخراج الصدقات في هذا اليوم للحصول على الأجر والثواب المضاعف بإذن الله، كما يهمد أصحاب نصاب الزكاة إلى إخراج زاة أموالهم في هذا اليوم حرصاً على الأجر والثواب والبركة.