منوعات

من أين أبدأ تطوير ذاتي؟.. إليك 7 من الخطوات الجوهرية

من أين أبدأ تطوير ذاتي؟.. سؤال منطقي جدا، وليس سؤال اعتباطي كما يظن كثير من الناس، فعملية تطوير الذات تبدأ رحلتها من اكتشاف الذات، وتأخذ في الاستمرار حتى نصل إلى ما يسمى “تحقيق الذات”، وقبل الوصول إلى ذلك “تحقيق الذات” ينبغي عليك ان تعرف وتعلم علما تفصيليا “من أنت؟” وهو ما يسمى بالـ “الوعي بالذات”، وبطبيعة الحال فإن الوعي بالذات هو معرفة مهاراتك، وإمكانياتك، وهذا الأخير يكون عن طريق التقييم المستمر لمهاراتك وإمكانياتك، ولن يكون ذلك إلا بالعمل المستمر والاحتكاك الدائم بالأشياء التي تجيدها.

وإذا نظرنا بشكل براجماتي نفعي إلى حياتنا التعليمية، سنجد أننا تعلمنا في المدرسة أو الجامعة بشكل نظري بحت، فقد درسنا التاريخ والحساب واللغات والعلوم ولكن لم نتعلم طريقة الاستفادة من كل ذلك وقت تخرجنا، لم نتعلم مهارة إدارة الذات، ولا مهارة كسب الأصدقاء، ولا مهارة التواصل الفعال واستثمار العلاقات الاجتماعية، وفي النهاية تركنا كل ذلك للاجتهادات التعسفية، فيما لو كنا أكثر وعيا وأكثر فطنة وأعمق فهما لأعطينا الأولوية لكل تلك المهارات وحازت منا الاهتمام الذي تستحقه، وبسبب كل ذلك، أصبحت المدارس حجر عثرة في سبيل إنضاجنا وتحقيق ذواتنا بدلا من أن تكون سببا لتقدمنا وازدهار أفكارنا.

إذاً؛ فالتعليم لا يتوقف عن حد التخرج من الجامعة، أو المدرسة، بل قد تكون الجامعة أو المدرسة مجرد مظاهر وشهادات ورقية وفقط!، ولعلك عايشت ذلك وشاهدته في أقرب المقربين لك، بل لعلك قد عاينته في نفسك.

فالتعليم عملية مستمرة طوال العمر، لكنها قد تأخذ أشكالا متنوعة وفقا لاهتمامات كل شخص، وتطلعاته في الحياة بناء على إمكانياته ومهاراته ونقاط القوة لديه، وفي اللحظة التي تدرك فيها مدى أهمية النمو الشخصي، فإنك حينها سوف تسعى لتحقيق شوطا مهما في سبيل تحقيق ذلك، لكن من أين تبدأ لكي تباشر عملية التنمية والتطوير الشخصي؟، هذا هو السؤال؛ حيث سألت أنا نفسي أيضا “هل أنا بحاجة إلى تنمية شخصيتي وتطويرها بالشكل الذي يوصلني إلى الرضا عن نفسي؟، هذا سؤال سألته أكثر من مرة لذاتي، وتم التوصل في النهاية إلى حقيقة “القناعة التامة بأهمية السعي وراء شخصية أعمق وأكثر نضجا وفهما”، نعم لا تستغرب؛ فسبب ذلك هو أنني رأيت الكثير من الناس محبطون وباهتون ويائسون، وذلك على الرغم من حبهم للحياة وشغفهم بها، إلا أنهم لا يعرفون الطريق الصحيح للتغيير الإيجابي.

أهم خطوات تطوير الذات والتنمية الشخصية “من أين أبدأ تطوير ذاتي؟”

ولكي لا أطيل عليك عزيزي القارئ، سأقوم بتلخيص أهم خطوات التنمية الشخصية وتطوير الذات في العناصر الآتية:

اعرف ذاتك “نفسك”

إن معرفة الذات حق المعرفة، هو أولى الخطوات التي يجب أن نخطوها نحو تطوير الذات، ومعرفة الذات هو أننا نعلم ما هي نقاط ضعفنا؟، وما هي نقاط القوة التي نمتلكها؟، كل ذلك من أهم مبادئ التطوير الذاتي.

وهي الخطوة الأهم في طريقنا نحو تطوير ذواتنا وتنمية شخصياتنا، وذلك من أجل عدم التفكير في نقاط ضعفنا الجبرية التي لا قدرة لنا على تغييرها، ونركز في نقاط القوة لدينا والتي يمكننا تقويتها وتطويرها.

كن نفسك وذاتك ولا تكن ما يتوقعه منك الآخرون

وهو ما يجب أن تتذكره دائما، ركز على ذاتك وما تريد، ولا تركز أبدا فيما يتوقعه منك الآخرون، ففي عالم يتوقع منا أن نتوافق معه، يكون من الصعب علينا أحيانا أن نكون ذاتنا وأنفسنا، وعلى الرغم من ذلك فإنه من الأفضل أن نتجنب الامتثال لمعايير الآخرين، وتوقعاتهم لأنهم غالبا ما يكونوا غير واقعيين، ودائما ما يبحثون عن أشباههم من الدهماء الذين لا يعلمون من أنفسهم إلا بالقدر الذي يخبرهم به الآخرون عن أنفسهم.

وللأسباب السابقة، تذكر دائما أن تصنع أفضل نسخة من نفسك، وليس أفضل نسخة لإنسان آخر.

عزز مهاراتك

إن تعزيز المهارة الخاصة بنا وتنميتها وتطويرها بشكل مستمر، والبحث الدائم عن الطرق الفعالة لتطويرها، لهو المكون الرئيسي لتنمية الشخصية وتطوير الذات.

ومن خلال تحسين المهارات ستكون أكثر ثقة بنفسك وقدراتك، كما أنه يكون من الواجب عليك هنا أن تركز على تطوير فعاليتك الشخصية من خلال تفعيل وتطوير مهاراتك الكامنة والمدفونة مثل اتخاذ القرارات، وإدارة الوقت، وحل المشكلات.

وبالنسبة للمرأة، فيمكن لها أن تستزيد بقراءة هذا المقال “كيف أكون واثقة من شكلي داخل البيت وخارجه؟“.

اكتسب عادات جديدة

وهذه الخطوة من أصعب الخطوات، وهي تحدي كبير، والمطلوب هنا هو محو عادة قديمة سلبية، واستبدالها بعادة أخرى إيجابية، وهنا يجب التركيز باستمرار والالتزام بذلك، وتحفيز الذات باستمرار على فعل العادة التي حددناها لتكون جزءًا من نظام حياتنا.

تحديد الرؤية والأهداف من أهم خطوات تطوير ذاتي

وفي تلك الخطوة أو المرحلة، يكون عليك أن تحدد الأهداف الخاصة بك ثم تقوم بتوزيعها بحسب الأولوية لديك، والاهتمام الذي تعطيه لكل هدف. وكل ذلك يكون في ضوء الإمكانيات والقدرات الشخصية والمهارات الذاتية لديك.

إن الرؤية والهدف هنا، يقصد بهما تبني واقعا متخيلا لما تريد أن تكونه وما الوجهة التي ترغب بالوصول إليها، رؤيتك هنا هي البوصلة التي تقوم بتطوير ذاتك بناء عليها، كما تساعد الرؤية من التأكد من أن ما يتم فعله يتلاءم ويتفق مع أهدافك في الحياة. وإن حدث ووجدت نفسك تحيد وتنحرف عن رؤيتك المستقبلية التي حددتها بالسعي وراء أهداف مختلفة، فعند تلك النقطة عليك أن تحاول في إعادة تحدسيد الرؤية المستقبلية الخاصة بك.

قم بإدارة وقتك كما ينبغي لكي تحصل على تطوير ذاتي قيم

إن الوقت لا يتم تخزينه، أو حفظه في محفظة خاصة به لإستخدامه في وقت لاحق، ومن فضل الله علينا أن جميع بني الإنسان لديهم نفس القدر من الوقت كل يوم، ولكن كل إنسان وطريقة صرف الوقت لديه.

من أين أبدأ تطوير ذاتي؟.. إليك 7 من الخطوات الجوهرية
ماذات يمكنك أن تفعل اليوم الذي لم تتمكن القيام به قبل عام؟

إن إدارة الوقت بشكل جيد سوف تساعد الإنسان على ترتيب الأولويات لديه، والتخطيط السليم للمهام اليومية، كما أن تنظيم الوقت يساعد على اتخاذ قرارات واختيار اختيارات واعية. وهذا يعطي الإنسان الفرصة في قضاء الوقت في تنفيذ أولويات وأشياء مهمة وقيمة.

ارتق بتفكيرك وهذا مبدأ أصيل لإجابة سؤال “من أين أبدأ تطوير ذاتي؟”

يمكنك قراءة “7 كتب لتطوير الذات ومضاعفة الإنتاجية.. هيفيدوك جداً“، فهي مقالة غنية جداً، وسوف تساعد على تكوين سلم ارتقائي بتفكيرك، فالتفكير السليم هو الأداة الأهم والضرورة القصوى التي يستطيع المرء بها تجاوز مشكلاته وتحطيم العوائق التي تقف أمام تحقيق طموحاته وأهدافه.

إن القراء للكتب النافعة من أهم أساليب وطرق وخطوات تطوير الذات، ولذلك ابدأ من الآن في قراءة كل ما من شأنه أن يكون حجر بناء نحو رحلتك في تطوير ذاتك.

وفي الختام، فإن عملية التنمية الشخصية وتطوير الذات جزء لا ينفصل عن البنية الإنسانية التي وهبها الله العديد من الإمكانيات والقدرات والمواهب التي تمثل وقود للتقدم والنمو وتحفز الإنسان دائما على تعزيز دوره ومكانته بين غيره من أقرانه. وهنا يجب العلم والانتباه بأن كل إنسان له ما يميزه ويفضله عن غيره من بني جنسه.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى