ثورة في مجال الطب.. السعودية تفتح الطريق أمام أمل جديد لعلاج فقر الدم المنجلي

في إطار التزام المملكة العربية السعودية بتقديم أرقى مستويات الرعاية الصحية لشعبها، قامت الهيئة العامة للغذاء والدواء بإقرار استخدام أول علاج جيني متطور لمعالجة مرض فقر الدم المنجلي، هذا المرض الوراثي يؤثر على شكل خلايا الدم الحمراء محولاً إياها إلى شكل المنجل، مما يعيق عملية نقل الأكسجين في الجسم بكفاءة، الأمر الذي يشكل خطراً مباشراً على حياة المصابين به.

تجارب العلاج الجديد

ولقد أظهرت الدراسات السريرية نجاح العلاج الجديد، المعروف باسم “كاسجفي”، في مواجهة فقر الدم المنجلي، حيث أثبت هذا العلاج كفاءته في تقليل نوبات الالتهاب وانسداد الأوعية الدموية الحاد، والأهم من ذلك أنه لم يسجل أي آثار سلبية متعلقة بالتسمم الجيني نتيجة استخدام تقنية “كريسبر – كاس9” في تعديل الحمض النووي للمرضى.

ويعمل هذا العلاج عن طريق تعديل الطفرة الوراثية في الجين المتأثر، ويتم ذلك من خلال استخلاص خلايا جذعية من نخاع العظم للمريض، ومن ثم تعديلها جينيًا في المختبر، قبل إعادة زرعها في جسم المريض، مما يمكن الجسم من إنتاج الهيموغلوبين بطريقة صحيحة.

الموافقة على العلاج

إن الموافقة التي منحتها الهيئة العامة للغذاء والدواء للعلاج الجديد تمثل خطوة متقدمة في ميدان الرعاية الصحية بالمملكة العربية السعودية، هذا الإنجاز يعد بارقة أمل للمصابين بفقر الدم المنجلي، مما يعزز من إمكانية أن يكون هذا العلاج فرصة للشفاء لمرضى الأنيميا المنجلية حول العالم، وليس في المملكة فحسب.

والجدير بالذكر أن هذا الإنجاز يأتي كجزء من التطور الشامل الذي تشهده المملكة في شتى المجالات، وذلك ضمن سعيها لتحقيق أهداف رؤية 2030، كما أن المملكة تولي اهتمامًا خاصًا بتوفير الرعاية الصحية المتميزة لمواطنيها والمقيمين على أرضها، ولا يعتبر نجاح المملكة في التعامل مع جائحة كورونا بعيدًا عن ذاكرتنا، حيث نالت استحسان وإشادة العديد من المنظمات الدولية وعلى رأسها منظمة الصحة العالمية، وقد أدى هذا النجاح إلى التغلب على الجائحة في المملكة بشكل أسرع من العديد من الدول الأخرى.