ظاهرة فلكية ساحرة لتعامد الشمس مع قدس الأقداس في معابد الكرنك

أطلت الشمس صباح يوم الخميس 21 من شهر ديسمبر الجاري لتضيء ظلمة قدس “الأقداس” في معابد الكرنك في الأقصر لتعلن بذلك بداية فصل الشتاء، فما هي معابد الكرنك؟، وما أهمية هذا الأمر بالنسبة للمصريين القدماء؟، هذا ما ستجيبكم عنه الفقرات التالية.
لمحة عن معابد الكرنك
بدأ بناء معابد الكرنك في الأقصر حوالي سنة 2000 قبل الميلاد في المرحلة الوسطى من مراحل الحضارة المصرية القديمة، وتضم مجموعة هذه المعابد أكبر بهو للأعمدة في العالم وتتضمن 134 عمود و11 معبد وغيرها من الآثار الخالدة.

وفي اتجاه مقابل لمعابد الكرنك بني معبد (إيبت رسيت) والذي يسمى حالياً معبد الأقصر، ولكنه بني بخلاف ما كان سائداً في بناء المعابد المصرية القديمة على محور شرقي غربي، حيث كان هذا المعبد مكاناً رئيسياً لأهم احتفال ديني يتم فيه تسيير مواكب كبيرة لنقل تماثيل الآلهة الفرعونية الثلاث (آمون وزوجته موت وابنهما إله القمر خونسو) إلى معبد الأقصر كطقس متعلق بالزيارات الدينية للفراعنة القدماء.

إبداعات المصريين القدماء في علوم الفلك والعمارة
تتجلى قدرة المصريين القدماء وتقدمهم في فنون العمارة والفلك بالبناء الهندسي العظيم للمعابد والمقصورات الفرعونية بشكل متناسب مع اتجاه الشمس حيث تشهد معابد الكرنك في كل عام ظواهر فلكية تجذب الكثير من السياح من مختلف دول العالم، ومن هذه الظواهر:
- ظاهرة تعامد القمر الأزرق على معبد إله القمر “خونسو” أحد معابد الكرنك والتي تحدث كل ثلاث سنوات.
- ظاهرة تعامد شمس الظهر في شهر يونيو من كل عام، إشارة إلى بداية فصل الصيف.
- ظاهرة تعامد شمس الصباح في شهر ديسمبر من كل عام، معلنة بذلك بداية فصل الشتاء.
وقد بين خبير الآثار “أحمد عامر” المتخصص في علم المصريات ومفتش الآثار بوزارة السياحة والآثار أن ما حدث يوم الخميس الماضي هو ظاهرة فلكية يتم رصدها كل عام، وفيها تخترق أشعة الشمس قدس الأقداس وتنير الأساس الصخري الذي كان يقف عليه تمثال رب الكرنك الإله آمون “رع”، وتنعكس أيضا أشعة الشمس على الموائد المحضرة بالقرابين والمصنوعة من حجر الرخام النقي المصفوفة على طول المحور الرئيسي للمعبد، والتي ترجع إلى عصور فرعونية مختلفة.