دراسة حديثة: القراءة من الكتب الورقية أفضل بالنسبة للأطفال من الكتب الإلكترونية

تقوم الكثير من المؤسسات التعليمية في أيامنا هذه بتدريس طلابها باستخدام أدوات تكنولوجية حديثة، مثل أجهزة الحواسيب والقراءة عبر الكتب الإلكترونية والألواح الذكية، لكن تشير أبحاث جديدة إلى أن هذا النمط قد يكون له تأثير سلبي على عملية التعليم وخصوصاً بالنسبة للأطفال، وإليكم التفاصيل.

ما يوصي به الخبراء حول النمط الأفضل من القراءة لتعزيز مهارات الفهم والاستيعاب

قدّم الباحثون توصياتهم بتوجيه الأطفال لقراءة الكتب المطبوعة بعد اكتشافهم أنه من الأفضل أن يشتمل تطوير مهارات الفهم لدى الأطفال على قراءة “الكتب الورقية” بدلاً من الاعتماد على “الشاشات الرقمية”، ويشير تقرير نشر على موقع صحيفة “تلغراف” البريطانية إلى أن الكتب المطبوعة قادرة على تعزيز (مهارات الاستيعاب) بشكل أفضل، ويظهر ذلك بفارق يصل إلى ست مرات أكثر من القراءة عبر الشاشات.
كما أجريت مراجعة شملت 25 دراسة وتضمنت 470 ألف طالب للمقارنة بين أثر القراءة الإلكترونية والقراءة التقليدية من الكتب المطبوعة، وكانت النتائج تشير إلى وجود أثر سلبي للقراءة الإلكترونية على استيعاب وفهم تلاميذ المدارس في المرحلتين الابتدائية والمتوسطة، بينما كان لها أثر إيجابي على طلاب المرحلتين الثانوية والجامعية، لكن بالمقارنة مع القراءة من الكتب المطبوعة فقد  كانت فائدتها أقل بكثير.

نوع القراءة الأفضل في تعزيز “الفهم القرائي” للطفل

أوضح الباحثون أن قدرة الطفل على “الفهم القرائي” (التي يقصد بها قدرته على قراءة النص ومعالجته وفهمه) تكون أكبر بـ 6 أضعاف إلى 8 أضعاف عند قضائه 10 ساعات في القراءة من كتاب مطبوع، مقارنة بقدرته على الفهم القرائي عند استخدامه للشاشات الإلكترونية بنفس القدر من الوقت، ومن المهم الإشارة إلى الدور الكبير للفهم القرائي في حل المشكلات واتخاذ القرارات مما ينعكس إيجاباً على الأنشطة الحياتية اليومية.

الإنترنت ينتج محتوى أقل جودة وأكثر تعقيداً

اتفق أكاديميون من جامعة فالنسيا على أن الإنترنت ينتج محتوى معقد حقاً بالنسبة للأطفال الباحثين عن المعرفة، كما أشاروا إلى أن القراءة الرقمية بواسطة الأجهزة قد تعوق الفهم وتشتت التركيز بسبب انشغال القارئ بأمور أخرى في هذه الأجهزة، إضافة إلى تشتتهم أثناء قراءة المقالات وتصفح المواقع التعليمية بسبب الإعلانات والألوان والنوافذ الكثيرة.

كما يتفق الباحثون مع الدراسات السابقة على أن القراءة الرقمية لا تحقق نفس النتائج الإيجابية في “الفهم القرائي” خاصةً بالنسبة للأطفال، كما أكدوا على أهمية تشجيع الطلاب خاصة صغار السن من قبل أولياء أمورهم على القراءة من الكتب المطبوعة بدلاً من استخدام التقنيات الالكترونية للقراءة.