4 نصائح للخريجين الجدد تساعدهم في دخول سوق العمل بدون تشتت

بعد انتهاء حفلات التخرج المبهجة من الجامعة، يواجه العديد من الخريجين حالة من التشتت والحيرة، حيث يصبحون غارقين في التفكير بأسلوب حياتهم الجديد وما يجب عليهم فعله بعد التخرج. تساعد هذه المرحلة على تحديد سمات الشخصية وتوجهات الحياة المستقبلية بالنسبة للشباب، لذا تأتي الحاجة للدعم في عبور تلك اللحظة الحاسمة بالوعي والطمأنينة.
في هذا السياق، تواصلنا مع ريهام الهواري، أخصائية العلاقات الأسرية ومهارات التواصل، التي أكدت أن فترة ما بعد التخرج تُعرف بـ”مرحلة التحول”. هي مرحلة طبيعية تتسم بتغيرات واضحة وصراع فكري، ويشعر الخريجون أحيانًا بالخوف من المجهول، ولتجاوز هذا التشتت، قدمت الهواري أربع خطوات راهنة.
تحديد نقاط القوة
شددت أخصائية مهارات التواصل على أهمية قيام الخريج بتحديد نقاط قوته بدقة، من خلال التركيز على ملاحظات أساتذته وأفراد أسرته وأصدقائه بشأن مهاراته وقدراته، كما ينبغي عليه استرجاع الأنشطة التي تألق فيها خلال دراسته. هذه الخطوة تمكّنه من معرفة المجالات التي يتفوق فيها، مما يساعده في توجيه جهوده لتطوير مهاراته دون تشتيت نفسه في مجالات لا تناسبه.
تحديد سمات شخصياتهم
أشارت الهواري إلى ضرورة أن يكتشف كل شاب طبيعة سماته الشخصية: هل هو من أصحاب التفكير العميق والهدوء؟ أم يتميز بالتفكير السريع وحب الإنجاز؟ معرفة كيفية تعامله مع الضغوط تعد جزءًا أساسيًا، حيث ستساعده هذه الإجابات في انتقاء بيئة العمل الأنسب لقدراته، مما يزيد من فرص نجاحه وإنتاجيته.
التخلص من الأفكار غير الواقعية
لفتت الهواري إلى أن كثيرًا من الخريجين يضعون توقعات غير واقعية، مثل الحصول على وظيفة الأحلام فورًا وتحقيق إنجازات سريعة، ليصطدموا بالواقع الذي لا يتماشى مع تلك التطلعات. في بعض الأحيان، يجدون أنفسهم في مهن بعيدة عن آمالهم، أو مضطرين للعمل لساعات طويلة مما يؤدي إلى شعورهم بالإرهاق واستفسارهم عن جدوى سنوات دراستهم.
نصحت الأخصائية بضرورة طرح سؤالين بوضوح: “هل هذا العمل يتناسب مع سمات شخصيتي ونقاط قوتي؟”، وإن كانت الإجابة لا، فإن تغيير طريقة التفكير يصبح ضروريًا. يمكنهم دراسة السوق ومتطلباته، حتى وإن كانت خارج نطاق تخصصهم الجامعي، مع ضرورة الاستمرار في التعلم واكتساب المهارات الجديدة، حيث يعدّ التخرج بدايةً حقيقية للتعليم.
متابعة سوق العمل
أوضحت الهواري أن بعض الخريجين ينتظرون طويلاً فقط لأنهم يبحثون عن وظيفة تتوافق تمامًا مع تخصصهم الجامعي، مما يؤدي إلى إضاعة وقت ثمين. يُنصح هؤلاء باستغلال هذه الفترة في متابعة احتياجات سوق العمل والوظائف الرائجة، والعمل على اكتساب المهارات المطلوبة، مما يمنحهم مرونة أكبر وقدرة على التكيف مع التغيرات.
تساعد هذه الخطوة الشباب على الاندماج سريعًا في سوق العمل، مما يعزز فرصهم في تحقيق ذواتهم وبناء ثقتهم بأنفسهم بصورة أسرع.