أخبار التقنية

ليل في عز الضهر، مصر تستعد لرؤية أطول كسوف كلي للشمس في القرن فوق سماء الأقصر

كشفت تقارير حديثة عن ظاهرة فلكية مميزة ستشهدها الكرة الأرضية، إذ سيحدث كسوف كلي للشمس في 2 أغسطس 2027، حيث سيستمر هذا الحدث لمدة ست دقائق و23 ثانية، ليغمر سماء الظهيرة بظلام غير مسبوق، مما يحول ضوء النهار إلى شفق غامض لن يتكرر إلا بعد قرن تقريبًا.

الحدث التاريخ مدة الكسوف
كسوف كلي للشمس 2 أغسطس 2027 6 دقائق و23 ثانية

لماذا ستحطم مدة كسوف الشمس لعام 2027 الأرقام القياسية؟

سيكون للكسوف الكلي للشمس في عام 2027 طول استثنائي، حيث إن معظم الكسوفات الكلية لا تتجاوز مدتها ثلاث دقائق، ولكنه سيغمر بعض أجزاء العالم في ظلام دامس لأكثر من ضعف تلك المدة، مما يجعله عرضًا سماويًا يُحتمل أن يثير الدهشة والإعجاب بين الحضور.

ما سبب هذه الظاهرة المذهلة؟

تعود أسباب هذه الظاهرة الفلكية النادرة إلى محاذاة كونية خاصة لثلاثة عوامل رئيسية، أولاً، ستكون الأرض في أبعد نقطة لها عن الشمس، مما يجعل الشمس تبدو أصغر، وثانيًا، سيكون القمر في أقرب نقطة له من الأرض، مما يزيد من حجمه الظاهر في السماء، وأخيرًا، سيتخذ ظل القمر مسارًا بالقرب من خط الاستواء مما يطيل من مدة الكسوف الكلي.

هذا المزيج من الظروف يساهم في بقاء ظل القمر لفترة أطول مما هو معتاد، مما يوفر تجربة ساحرة للمراقبين على طول المسار الذي يمتد من جبل طارق إلى البحر الأحمر.

كشف مركز هارفارد سميثسونيان للفيزياء الفلكية أن الكواكب العملاقة أكثر شيوعًا وتنوعًا في مجرة درب التبانة مما كان يُعتقد سابقًا، ومن المتوقع أن يبدأ مسار الكسوف الكلي فوق المحيط الأطلسي، لينتشر عبر مضيق جبل طارق وجنوب إسبانيا وشمال إفريقيا، ويمتد إلى شبه الجزيرة العربية قبل أن يتلاشى فوق المحيط الهندي.

يمتاز هذا المسار بعرض يبلغ حوالي 170 ميلًا، مما يتيح لملايين الأشخاص فرصة لمشاهدة هذه الظاهرة الفلكية الفريدة في مناطق مزدحمة بالسكان.

في جنوب إسبانيا، ستحظى مدن مثل قادس وملقة بظلام دامس لأكثر من أربع دقائق، بينما ستقع مدينتا طنجة وتطوان الجارتين مباشرةً في شريط الظل المركزي، وعند بنغازي في ليبيا، سيستمر الظلام لما يقارب خمس دقائق، لكن الأطول سيظهر قرب مدينة الأقصر التاريخية في مصر حيث سيمتد الظلام لأكثر من ست دقائق.

بعد ذلك، سيمر ظله فوق مدينتي جدة ومكة المكرمة في المملكة العربية السعودية، ليختفي الكسوف فوق أجزاء من اليمن والصومال، وحتى في إيطاليا، سيغطي الكسوف جزئيًا المناطق الجنوبية وجزيرة لامبيدوزا، ليقترب من تغطية كاملة.

تُقدّم ناسا مبلغ ثلاثة ملايين دولار لأي شخص يتمكن من حل مشكلة علمية متعلقة بالكسوف، مما يعكس الإثارة والاهتمام الكبير بهذا الحدث. هذا الكسوف الشمسي هو أكثر من مجرد حدث فلكي؛ فهو احتفالية عالمية تمزج بين العلم والثقافة والاستكشاف، حيث سيتشارك الناس من دول متعددة هذه اللحظة الفريدة تحت سماء واحدة.

تخطط العديد من المواقع على طول مسار الكسوف لإقامة فعاليات خاصة، وستقوم مدينة الأقصر ببث مباشر من معابد الكرنك القديمة، بينما ستنظم مدينة قادس ورش عمل علمية تعليمية لإلهام الأجيال الشابة.

ينصح الخبراء المواطنين بضرورة حماية أعينهم باستخدام نظارات شمسية معتمدة وفق معيار السلامة ISO 12312-2، كما يجب عليهم الوصول مبكرًا لاختيار أفضل أماكن المشاهدة، بالإضافة إلى إحضار الضروريات مثل الماء، وواقي الشمس، وقبعة، نظرًا لحرارة أغسطس.

أكد الباحثون أن كسوف الشمس التالي الذي سيستمر لهذه المدة الطويلة لن يحدث حتى عام 2114، مما يجعل هذه الفرصة فريدة من نوعها تستحق الاحتفال والمتابعة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى