إيمان حكيم تكتب: رجل برج السرطان… عندما يتحول الشوق إلى فراق والمشاعر إلى سلاح خفي

يبدو أن رجل السرطان يتمتع في البداية بمظهر حساسيته ورقته، فهو ينتمي إلى عنصر الماء ويولد تحت قمر يغمره بالعاطفة والخيال، لكن ما لا يدركه الكثيرون هو أن خلف هذه القشرة الرقيقة، ثمة سمات شخصية قد تكون معقدة وصعبة الفهم، إذ يصبح من الصعب التعامل معه حين يشعر بالإساءة أو الخذلان، أو حين يختار الانسحاب دون توضيح.

قلبه ليس كما يبدو

يُصف رجل السرطان عادة بأنه من أكثر الأبراج حنانًا ودفئًا، لكن تجري الأحداث أحيانًا بما يتنافى مع هذه الصورة، فهو يمكن أن يتحول إلى شخص بارد وغريب عندما يتعرض للجراحة النفسية، ليضع بينه وبين من يحبهم حواجز عاطفية صامتة، ورغم أنه قد يعبر عن حبه بعمق، إلا أن الكثيرين يشعرون بخذلان عندما لا يجدون الحنان المتوقع أو الدعم العاطفي عند الحاجة إليه.

الجحود في ثوب الحذر

رجل السرطان يحتفظ بذكريات مؤلمة ولا يسهل عليه مسامحة الآخرين، حيث تظل عينيه تذكرك بالأخطاء التي ارتكبت في حقه، فهو يحتمي بقناع دفاعي من المشاعر ليحافظ على نفسه، فيما هو غير مدرك أن هذا القناع يمكن أن يكون أكثر جرحًا من كلمات صريحة، فقد يجسد الجحود كنوع من الحذر أو حماية الذات، مما يؤدي إلى انسحابه المفاجئ من حياة من وثقوا به.

التوكسيك بلا ضجيج

على الرغم من صمته، يستطيع رجل السرطان خلق جو من التوتر من دون أن يرفع صوته، فهو يفضل الانسحاب واللوم في صمت، مما يترك المحيطين به في حيرة من أمرهم حيال ما قاموا به، حيث يستخدم العتاب كوسيلة للتلاعب بالمشاعر، معبرًا عن غضبه ببرودة شديدة وتأثيره يظل من دون تفسير مباشر.

لماذا لا يحن؟

يكون السؤال الأبرز الذي يشغل بال من عاشوا تجربة مع رجل السرطان هو: لماذا لا يظهر حنينًا؟ كيف يمكن لشخص يمتلك القدرة على الحب أن يتحول إلى كتلة من الصمت والجفاء؟ قد يكون السبب وراء ذلك عدم ثقته السهلة بالآخرين، أو تفضيله الألم في صمت بدلاً من المواجهة، فيخيل له أن الانسحاب هو السبيل الوحيد للخلاص، ولكنه لا يدرك التأثير العميق الذي يتركه وراءه، حيث يخلف قلوبًا مثقلة بالوجع وعدم الفهم.