كيف تتعامل مع ابنك إذا وجدت أنه متورط في الغش؟ اكتشف الأصل الحقيقي لهذا السلوك

تزامنًا مع اقتراب امتحانات الثانوية العامة، تثير حالات الغش قلقًا كبيرًا، حيث يعد الغش سلوكًا مكتسبًا وسلبيًا يتطلب وعيًا وحكمة في التعامل معه، ويجب أن يتساءل الأهل عن الدوافع التي تدفع أبنائهم إلى هذا السلوك، ففهم الأسباب هو الخطوة الأولى نحو الحل.

وفي هذا السياق، أوضحت أخصائية تعديل السلوك والتأهيل، الدكتورة ريم سعيد، أن الضغوط الأسرية قد تدفع بعض الطلاب إلى الغش، خاصة إذا كانوا يشعرون بعدم الاستقرار أو فقدان إشراف الوالدين، مما يجعل اللجوء إلى الغش كوسيلة للهروب من المسؤولية أو القلق أمرًا طبيعيًا، وهنا يأتي دور الأسرة في إعادة بناء الثقة والاستقرار داخل المنزل.

كيف تتعامل مع ابنك إذا اكتشفت أنه يغش؟

ترتبط أسباب الغش أحيانًا أيضًا ببيئة الأصدقاء، فإذا كانت دائرة معارف الطالب لا تشجع على الجد والاجتهاد، فمن المحتمل أن يتبنى عادات سلبية مثل الغش، لذلك يجب على الأهل التواصل مع أبنائهم لمعرفة طبيعة علاقاتهم، وتشجيعهم على اختيار أصدقاء إيجابيين يدعمون قيم النجاح والطموح الحقيقي.

كما تشير الدكتورة ريم سعيد إلى أن بعض الطلاب قد يواجهون صعوبات أكاديمية مثل ضعف الانتباه أو مشكلات في الفهم القرائي، مما يؤدي بهم إلى اللجوء إلى الغش كوسيلة لضمان اجتياز الاختبارات، وهذا يتطلب من الأهل الانتباه إلى احتياجات أبنائهم التعليمية والنفسية.

علاوة على ذلك، قد يكون لدى الابن اضطرابات نفسية أو سلوكية، مثل ضعف الثقة بالنفس أو عدم القدرة على تنظيم الوقت، مما يجعل اللجوء إلى الغش خيارًا سهلاً، أو قد يختار الانسحاب من الامتحان بعدما يشعر بعدم القدرة على المواجهة، وهذا يتطلب وعياً وتفهمًا من الأهل.

العقاب وحده ليس الحل

في جميع الأحوال، تبقى المهمة الأساسية للأهل هي توجيه سلوك أبنائهم، لا سيما عند ظهور سلوكيات سلبية مثل الغش، حيث تشدد الأخصائية على أن العقاب وحده لا يكفي، بل يجب فهم الدوافع الحقيقية وراء هذه السلوكيات واختيار الأسلوب التربوي المناسب للتعامل معها.

كما تؤكد أهمية التواصل المستمر بين الأهل وأبنائهم لمتابعة الجوانب النفسية والاجتماعية والدراسية، مع ضرورة تجنب العنف أو الإهمال، مما يساعد في بناء شخصية ذات صدق ومسؤولية منذ الصغر، وفهم الأسباب هو البداية نحو العلاج الفعال.