منوعات

سوق العمل القاسي في الصين يدفع الشباب العاطلين نحو حياة “الأحفاد المتفرغين”

تحول جديد في سوق العمل الصيني: الأجيال الشابة تعود لرعاية أجدادهم

مع استمرار تحديات سوق العمل في الصين، انتشر اتجاه جديد يتمثل في عودة الشباب إلى رعاية أجدادهم المسنين، هذا النهج يعكس التحديات المرتبطة بالتوظيف المتزايد لدى الشباب ويتيح لهم فرصة تقديم الدعم العاطفي والمساعدة اليومية لكبار السن، هؤلاء الشباب الذين يُعرفون بـ “الأحفاد المتفرغين” يلعبون دورًا محوريًا في تعزيز التواصل الأسري.

الفئة العمرية معدل البطالة
16-24 عامًا 15.8%

تُعَد “الأحفاد المتفرغين” أكثر التزامًا برعاية الأجداد مقارنة بـ “الأبناء المتفرغين” الذين يعتنون بالآباء الأصحاء، فواحدة من هؤلاء الشابات، والتي تبلغ من العمر 26 عامًا، عادت لرعاية جدها بعد أن واجهت صعوبة في العثور على عمل بعد رسوبها في امتحانات الدراسات العليا، وقد قالت جدها مشيدًا بهذا الاختيار: “إذا اعتنيت بي جيدًا، فهذا أفضل من أي إنجاز آخر في الحياة”.

تتلقى هذه الشابة مبلغًا يبلغ 7000 يوان شهريًا (ما يعادل 1000 دولار) من معاش جدها التقاعدي، وتحكي قصتها عن تحديات التوظيف الكبيرة التي تواجه الشباب في الصين، إذ بلغ معدل البطالة في أبريل الماضي 15.8% بين الشباب، ما يعني أن واحدًا من كل ستة شباب يجد نفسه دون عمل، ومع ذلك، يتكيف هؤلاء الشباب مع أدوارهم الجديدة بسرعة حيث يديرون جداول الاهتمام بأجدادهم يوميًا.

تجارب الأحفاد المتفرغين: من القدرة الاقتصادية إلى الدعم النفسي

بعض الأحفاد يسعون لتشجيع أجدادهم على اعتماد عادات صحية، سواء عبر زيارة سلاسل مقاهي الشاي أو تحسين الروابط الاجتماعية من خلال رحلات نزهة، بينما يقوم آخرون بدعوتهم لتجربة الأطعمة الفاخرة، ويدفعهم ذلك للتفاعل مع المجتمع بطريقة جديدة. وفي هذا السياق، يدرك الكثيرون من الأجداد أهمية التواصل والدعم العاطفي الذي يقدمه لهم أحفادهم، حيث يقول أحدهم: “في العمل، لم أتلق سوى وعود، لكن كحفيدة متفرغة، أجد جدتي تشتري لي ما أحتاجه في صباح اليوم التالي”.

تدل تجارب هؤلاء الشباب على نمو شخصي ملحوظ وإعادة تقييم لمعنى الحياة، كما عبرت شياولين، حفيدة متفرغة أخرى تبلغ من العمر 24 عامًا، قائلة: “لدينا حوالي 30 ألف يوم فقط في الحياة، وكل يوم يمر بالنسبة لجدّي هو جزء من العد التنازلي، يمكنني الحصول على مكافآت في العمل لاحقًا، لكن الوقت الذي أقضيه معهم لا يمكن تعويضه”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى