أخبار التقنية

دراسة جديدة تكشف وصول نيزك نادر من كوكب عطارد إلى الأرض وأسراره المرتبطة بسطحه

في تقدم علمي جديد، كشفت دراسة حديثة نُشرت في مجلة Icarus عن احتمال أن يكون نيزكان نادران قد وصلا إلى الأرض من كوكب عطارد، حيث يُعد هذا الاكتشاف بمثابة سابقة في أبحاث الأجرام السماوية، إذ لم يُسجَّل أي نيزك مؤكد المصدر من أقرب كوكب صخري إلى الشمس من قبل.

النيزك التركيب المعدني
Ksar Ghilane 022 الأوليفين، الأودهاميت، البيروكسين، وكمية ضئيلة من الفلدسبار البلاجيكلازي الألبتي
Northwest Africa 15915 الأوليفين، الأودهاميت، البيروكسين، وكمية ضئيلة من الفلدسبار البلاجيكلازي الألبتي

النيزكان المذكوران، هما Ksar Ghilane 022 وNorthwest Africa 15915، يتمتعان بتشابهات ملحوظة مع تركيب سطح عطارد، لاسيما في وجود معادن الأوليفين والأودهاميت والبيروكسين، مع نسب ضئيلة من الفلدسبار البلاجيكلازي الألبتي، بينما أظهرت تحليلات الأوكسجين في العينتين تطابقًا مع نيازك تُعرف باسم “أوبرايت”، والتي قد تكون مرتبطة بكوكب مشابه لعطارد.

رغم هذه الاستنتاجات المثيرة، تظهر اختلافات رئيسية تثير تساؤلات علمية، ومن أبرزها انخفاض كمية الفلدسبار في العينات مقارنة بسطح عطارد المعروف، إضافةً إلى أن العينات قديمة نسبيًا، حيث يعود تاريخها إلى 4.528 مليار سنة، مما قد يشير إلى أنها تمثل قشرة قديمة لعطارد قد لا تكون مرئية حاليًا.

في وقت سابق، أثارت نيازك مثل NWA 7325 تساؤلات حول علاقتها بعطارد، لكنها افتقرت إلى التطابق الكيميائي مع بيانات سطح الكوكب التي جمعتها مهمة Messenger التابعة لوكالة ناسا، بينما تُظهر العينات الجديدة أدلة أكثر قوة على هذا الأصل المحتمل.

على الرغم من أن الربط بين نيزك وكوكب محدد يعتبر تحديًا علميًا كبيرًا دون وجود عينات مباشرة، فإن هذه الدراسة تفتح الطريق لمزيد من الأبحاث الدقيقة. وتعوّل الأوساط العلمية حاليًا على مهمة BepiColombo الأوروبية-اليابانية، التي تدور حول عطارد، لتقديم بيانات إضافية قد تساعد في تأكيد أو دحض هذا الارتباط.

من المتوقع أن تُعرض هذه النتائج في الاجتماع السنوي لجمعية النيازك Meteoritical Society المقرر في عام 2025 بأستراليا، حيث يناقش العلماء هناك إمكانية أن تشكل هذه النيازك نافذة نادرة لدراسة تكوين كوكب عطارد وتاريخه، بعيدًا عن الحاجة إلى بعثات مكلفة لجمع عينات من سطحه.

إذا تأكد ارتباط هذه النيازك بعطارد، قد تكون هذه الاكتشافات بمثابة ثورة علمية تعيد تشكيل فهمنا لنشأة الكواكب الداخلية في النظام الشمسي.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى