أخبار عاجلة

ما هي أبرز العوامل التي أدت إلى تفوق صناعة السيارات الصينية على مثيلاتها الأوروبية والأمريكية؟

تتجه صناعة السيارات العالمية نحو مستقبل مشرق، إذ تعتبر القوة المحركة للعديد من الاقتصادات على مستوى الدول. ورغم تفوق الشركات الصينية على نظيراتها الأوروبية في عدة مجالات، خصوصًا في صناعة السيارات الكهربائية والتقنيات المرتبطة بالطاقة المتجددة، إلا أن هناك تحديات تتعثر فيها تلك الشركات في أوروبا، في الوقت الذي لا تزال فيه الشركات الأوروبية تتصدر في مجالات أخرى.

الإنتاج العالمي (مليون وحدة) التغير في الإنتاج (%) حصة سوقية (%)
75.5 -6.2 (الاتحاد الأوروبي) 35.4 (الصين)

أولاً: إيجابيات التفوق الصيني في صناعة السيارات الكهربائية

تتمتع الصين بتقدم هائل في إنتاج السيارات الكهربائية، حيث أصبحت رائدة عالميًا في هذا المجال، إذ سيطرت على تصنيع وتصدير واستهلاك التقنيات المستدامة. يواجه المستثمرون الصينيون بعض المشكلات التنظيمية والقانونية في أسواق أوروبا، مما يعيق توسيع أنشطتهم. وعلى الرغم من ذلك، فإن تكلفة الإنتاج الأعلى في أوروبا مقارنة بالصين تؤثر على القدرة التنافسية للشركات الأوروبية.

ثانيًا: التفوق الصيني وتراجع المنافسين الأوروبيين والأمريكيين

تستحوذ الشركات الصينية على نحو ثلث الإنتاج العالمي للسيارات، مما يعزز من ريادة الصين في الأسواق الدولية. تلعب السيطرة على سلاسل توريد البطاريات دورًا كبيرًا في هذه الريادة، حيث يمنح ذلك السيارات الصينية ميزة تنافسية كبيرة. تعكس الاستثمارات الضخمة في البحث والتطوير وتطوير البنية التحتية لصناعة السيارات هذا النجاح المتزايد.

ثالثًا: قطاع السيارات الهجينة على المستوى العالمي

أوضح تقرير صادر عن رابطة مصنّعي السيارات الأوروبية أن الإنتاج العالمي للسيارات بلغ حوالي 75.5 مليون وحدة، مع تراجع قدرة الإنتاج في الاتحاد الأوروبي بنسبة 6.2%. في سياق متصل، سجلت أمريكا الشمالية انخفاضًا بنسبة 3.2%، مع وجود تراجع في ثقة المستثمرين في هذا القطاع مقارنة بالصناعات الأخرى.

رابعًا: مبيعات السيارات العالمية في 2024-2025

على الجانب الآخر، شهدت أمريكا الجنوبية طفرة طفيفة في إنتاج السيارات بنسبة 1.7%، بفضل الأداء الجيد للبرازيل. لكن الصين تفوقت على الجميع حيث حققت نموًا بنسبة 5.2%، مما منحها حصة سوقية تقدر بـ35.4%. أما اليابان وكوريا الجنوبية فقد شهدا انخفاضًا في الإنتاج بنسبة 8.6% و1.2% على التوالي.

تواصل الصين زخمها خلال عامي 2024 و2025، حيث تُشير التوقعات إلى مبيعات تقدر بـ23 مليون وحدة، أي ما يمثل 31% من إجمالي المبيعات العالمية، مما يُظهر تحول مركز الثقل في صناعة السيارات صوب الشرق.

خامسًا: صناعة السيارات في 2025

شهدت صناعة السيارات الصينية نموًا ملحوظًا على مدار العقد الماضي، خاصة في مجال السيارات الكهربائية والهجينة. بفضل هذا التقدم، تمكّنت الشركات الصينية من التفوق على كبرى الشركات العالمية مثل فورد وجنرال موتورز وفولكس فاجن، لا سيما في الأسواق الناشئة.

ووفقًا للتوقعات، فقد أعلنت وكالة الطاقة الدولية أن عام 2024 سيشهد إنتاج 17.3 مليون سيارة كهربائية، مع حصة للصين تقدر بـ12.4 مليون سيارة، أي أكثر من 70% من الإنتاج العالمي. يعتبر هذا الرقم من شأنه تعزيز هيمنة الصين على الصناعة بشكل غير مسبوق.

هناك أربعة أسباب رئيسية تفسر تفوق الصين في صناعة السيارات حول العالم:

أولاً: الدعم النقدي القياسي، حيث قدمت الحكومة الصينية دعمًا استثنائيًا قدره أكثر من 230.9 مليار دولار أمريكي لهذه الصناعة منذ عام 2009، مما ساعد في تسريع الابتكار وتقليل كلفة الإنتاج.

ثانيًا: نموذج التكامل العمودي الذي تعتمد عليه الشركات، حيث تنجح هذه الشركات في تصنيع معظم مكونات سياراتها داخليًا، مما يؤدي إلى تخفيض التكلفة حتى 30% ويزيد من مرونتها مقارنة بالمنافسين الغربيين.

ثالثًا: السيطرة على صناعة البطاريات، إذ تمتلك الصين حصة عالية تصل إلى 80% من الإنتاج العالمي، مما يعكس تفوقها في تكرير الموارد الخام الضرورية.

وأخيرًا: استثمار ضخم في البحث والتطوير، حيث تنفق الشركات الصينية مبالغ هائلة في هذا المجال؛ مثلما فعلت شركة “بي واي دي” التي أنفقت 2.84 مليار دولار على التطوير خلال النصف الأول من عام 2024، مما يكشف عن اتجاه مستدام نحو الابتكار.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى