ساتيا ناديلا يؤكد أهمية أن يحل الذكاء الاصطناعي مشاكل حقيقية بدلاً من استهلاك الطاقة بلا جدوى

مع إعادة تشكيل الذكاء الاصطناعي لمشهد التكنولوجيا بوتيرة متسارعة، يحث ساتيا ناديلا، الرئيس التنفيذي لشركة مايكروسوفت، القطاع على إعادة التفكير في القيمة الحقيقية التي يقدمها، خاصة بالنظر إلى الطاقة الكبيرة التي تُستهلكها أنظمة الذكاء الاصطناعي، وفي حديثه في مدرسة Y Combinator للشركات الناشئة في هذا المجال، دعا ناديلا عالم التكنولوجيا لتبرير التكلفة البيئية لتشغيل الذكاء الاصطناعي واسع النطاق، مشددًا على أهمية الحصول على إذن اجتماعي لاستخدام الطاقة، حيث قال: “إذا كنت ستستخدم الطاقة، فمن الأفضل أن تحصل على إذن اجتماعي لاستخدامها”.

تأتي تعليقات ناديلا في وقت تتزايد فيه الإشادة بالذكاء الاصطناعي باعتباره مستقبل الابتكار، ولكنها تعكس أيضًا قلقًا من زيادة الفجوة الاجتماعية واستنزاف الموارد، وبالنسبة لمايكروسوفت، تعتبر هذه المخاوف شخصية للغاية نظرًا لدورها البارز في بناء البنية التحتية للذكاء الاصطناعي، حيث أظهر تقرير صادر عن شركة Clean View Energy أن مايكروسوفت استهلكت حوالي 24 تيراواط/ساعة من الكهرباء في العام الماضي، وهو ما يعادل الاستهلاك السنوي لدولة صغيرة.

لكن ناديلا يؤكد أن النجاح الحقيقي للذكاء الاصطناعي يقاس بقدرته على تبسيط التحديات اليومية، حيث قال: “الاختبار الحقيقي للذكاء الاصطناعي هو قدرته على المساعدة في حل المشكلات اليومية”، وقدّمت تصريحه تحذيرًا بأن الذكاء الاصطناعي يجب أن يسهم في جعل مجالات مثل الرعاية الصحية والتعليم أكثر كفاءة وسرعة.

وقدّم ناديلا مثالًا على ذلك من خلال الإشارة إلى أوجه القصور في نظام الرعاية الصحية الأمريكي، حيث قال: “إن إجراءً بسيطًا مثل الخروج من المستشفى – إذا تم باستخدام نموذج الذكاء الاصطناعي – يمكن أن يوفر الوقت والمال والطاقة”، مما يسلط الضوء على كيفية تحويل الذكاء الاصطناعي لتسهيل الحلول لأزمات المؤسسات المعقدة.

وبالرغم من التفاؤل، لا تخلو رؤية مايكروسوفت المستقبلية من التحديات البشرية، إذ سرّحت الشركة أكثر من 6000 موظف في العام الماضي، وأرجعت ذلك إلى التحولات الناجمة عن الذكاء الاصطناعي والأتمتة، وفي بيانٍ لها، وصفت مايكروسوفت هذه العمليات بأنها جزء من “التغييرات التنظيمية اللازمة لوضع الشركة في أفضل موقع لتحقيق النجاح في سوق ديناميكي”.

تُعرّف هذه السوق الديناميكية بشكل متزايد بأدوات الذكاء الاصطناعي ومنصات الحوسبة السحابية، وقد وضعت مايكروسوفت، بالتعاون مع OpenAI، الذكاء الاصطناعي في صميم تحولها، لكن هذا التحول أدى إلى موجة من إعادة الهيكلة الداخلية، غالبًا تأتي على حساب الوظائف البشرية.

ونظرًا للتراجعات المتكررة، تشير التقارير إلى أن مايكروسوفت قد تخطط لجولة جديدة من عمليات التسريح، تستهدف قسم Xbox، حيث يُعتقد أن هذه الخطوة جزء من عملية إعادة هيكلة شاملة مع اقتراب نهاية السنة المالية للشركة.

إذا تحققت تلك الاجراءات، ستصبح هذه الجولة الرابعة من التخفيضات الكبيرة خلال 18 شهرًا فقط، حيث تتعرض مايكروسوفت لضغوط لتحسين ربحيتها بعد استحواذها على عملاق ألعاب الفيديو Activision Blizzard مقابل 69 مليار دولار في عام 2023، وبالتالي تبدو الشركة عازمة على خفض التكاليف مع تعزيز طموحاتها في مجال الذكاء الاصطناعي والألعاب.

بشكل عام، نجد أن التوازن بين بناء المستقبل بتكنولوجيا متقدمة والتعامل مع التكاليف البشرية والبيئية يشكل تحديًا كبيرًا يواجه كل من مايكروسوفت وقطاع التكنولوجيا بشكل عام.