محيي الدين: ارتفاع أعباء الدين يعوق مساعي الدول النامية نحو تحقيق التنمية المستدامة

نظام التمويل العالمي يحتاج لإصلاحات جوهرية ليلبي متطلبات التنمية في الدول النامية
سد الفجوة الرقمية ضروري لضمان تحقيق أهداف التنمية المستدامة.
دعا الدكتور محمود محيي الدين، مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة لتمويل التنمية المستدامة، إلى ضرورة الإسراع في وتيرة العمل المناخي والتحول نحو اقتصادات أكثر استدامة، جاء ذلك خلال مشاركته في المنتدى الاقتصادي العالمي الذي عقد في تيانجين الصينية بين ٢٣ و٢٦ يونيو، حيث أكد أهمية تعزيز العمل المشترك وإدخال إصلاحات هيكلية في نظام تمويل التنمية العالمي.
وخلال مناقشاته حول مسارات التنمية المستدامة، أشار محيي الدين إلى التحديات الراهنة التي تواجه العديد من الدول النامية في تحقيق أهداف التنمية المستدامة بحلول عام ٢٠٣٠، محذرًا من تباطؤ التقدم في تحقيق هذه الأهداف، خاصة في ظل تزايد أعباء الديون وتراجع المساعدات الإنمائية الرسمية.
كما نبه محيي الدين إلى أن هذا التراجع يعوق قدرة الدول على الاستثمار في التعليم والصحة والبنية التحتية المستدامة، داعيًا في هذا السياق إلى ضرورة حشد مزيد من التمويل عبر أدوات الابتكار مثل التمويل المختلط، الذي يمكن أن يساهم في تسريع وتيرة تحقيق الأهداف الاقتصادية والتنموية.
وفيما يتعلق بتمويل العمل المناخي، شدد محيي الدين على أهمية زيادة التمويل المخصص لتكيف الدول النامية مع تأثيرات تغير المناخ، حيث أشار إلى الفجوة التمويلية الكبيرة في هذا المجال، مؤكدًا على ضرورة إعادة توجيه التمويل نحو مشروعات التكيف وبناء القدرة على الصمود بدلاً من التركيز فقط على تقليل الانبعاثات.
واقترح محيي الدين تعزيز استخدام آليات تمويل مبتكرة مثل سندات التكيف والتأمين المناخي لزيادة التدفقات المالية، كما طالب بإصلاح شامل لهيكل الديون السيادية، مما يشمل إدراج بند التكيف المناخي في اتفاقيات إعادة الجدولة، بهدف تخفيف الأعباء المالية على الدول المتضررة.
وعند الحديث عن إصلاح بنوك التنمية متعددة الأطراف، أكد محيي الدين على ضرورة وجود إصلاحات جوهرية في نماذج عمل هذه البنوك لتعزيز قدرتها على تمويل التنمية المستدامة والعمل المناخي، كما دعا أيضًا إلى تحسين شروط التمويل لزيادة مرونة وكفاءة الدعم الموجه للدول النامية.
كما شدد على أهمية المشروعات التي تحمل تأثيرًا تنمويًا شاملًا، والتي تضمن تحقيق العدالة الاجتماعية والأهداف البيئية في آن واحد، مؤكدًا أن هذا التوازن مطلوب في جهود التنمية المستقبلية.
وفي ختام مشاركته، أشار محيي الدين إلى الدور الحيوي للتكنولوجيا في تحقيق التنمية المستدامة، حيث دعا إلى سد الفجوة الرقمية لضمان وصول الجميع للابتكارات التكنولوجية، كما طالب باستغلال التقنيات الحديثة مثل الذكاء الاصطناعي والبيانات الضخمة لتحسين كفاءة استخدام الموارد وتعزيز التكيف المناخي في قطاعات حيوية مثل الزراعة والطاقة.
وأخيرًا، أكد محيي الدين على ضرورة تعزيز التعاون الدولي والشراكات متعددة الأطراف كسبيل ضروري لمواجهة التحديات العالمية وتحقيق مستقبل مستدام للجميع.