أخبار عاجلة

محيى الدين: تعزيز الجهود المناخية للتكيف مع التغيرات يستلزم تغييراً جذرياً في استراتيجيات التمويل

من المهم قيام بنوك التنمية متعددة الأطراف بدور أكثر فعالية في مجال التكيف المناخي

أكد الدكتور محمود محيي الدين، مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة لتمويل التنمية المستدامة، على ضرورة إعادة هيكلة شاملة لنظام التمويل العالمي لمواجهة أزمة المناخ المتفاقمة. جاء ذلك خلال مشاركته في ندوة بعنوان “من مزارع الرياح إلى سندات التكيف: رحلة الاستدامة في البنك الآسيوي للاستثمار في البنية التحتية”، والتي تنعقد ضمن فعاليات الاجتماع السنوي للبنك الآسيوي للاستثمار في البنية التحتية (AIIB) في بكين.

السنة إجمالي التمويل المناخي تمويل التكيف
2022 66 مليار دولار 23 مليار دولار

وشرح محيي الدين أن الأزمة المناخية ليست مجرد تهديد مستقبلي، بل واقع ملحوظ يتجلى في درجات الحرارة القياسية والفيضانات المدمرة. وأكد أن بنوك التنمية، مثل البنك الآسيوي للاستثمار في البنية التحتية، ينبغي أن تتبنى أنماطًا تمويلية تركز على التكيف مع المناخ مع مراعاة العدالة كركيزة أساسية.

وأشار إلى أن إجمالي التمويل المناخي المشترك لبنوك التنمية بلغ 66 مليار دولار في 2022، منها 23 مليار دولار مخصصة للتكيف. ومع ذلك، أكّد محيي الدين أن هذه الجهود ما زالت محدودة، حيث تتراوح الاحتياجات التمويلية السنوية للتكيف في البلدان النامية بين 194 مليار دولار و366 مليار دولار، مما يبرز فجوة تمويلية تتجاوز 150 مليار دولار سنويًا.

وأوضح أن هذه الفجوة ترجع لاختلال هيكلي، حيث تركز بنوك التنمية بصورة أكبر على مشاريع تخفيف الانبعاثات على حساب مشاريع التكيف. في هذا السياق، اقترح محيي الدين خمسة مجالات حيوية لتحسين أداء بنوك التنمية وتطوير أدواتها المالية اللازمة لتمويل أنشطة التكيف.

أول هذه المجالات هو إعادة التوازن لمحافظ التمويل بحيث يتساوى تمويل التكيف مع تمويل التخفيف من الانبعاثات. كما أوصى بدمج خطط التكيف الوطنية في استراتيجيات الإقراض القطرية ومنصات التمويل المشترك. أما الثاني فهو تبني أدوات مبتكرة للتمويل مثل سندات الصمود.

وفيما يتعلق بالتحولات الاستراتيجية، دعا محيي الدين بنوك التنمية للاعتراف بالتكيف المناخي كصالح عالمي. كما شدد على أهمية وضع مقاييس محددة للتأثير، ودعم الإصلاحات التي تعزز صوت البلدان الضعيفة.

اختتم محيي الدين كلمته بالتأكيد على أن جهود البنك الآسيوي للاستثمار في البنية التحتية تمثل نموذجًا يُحتذى به في هذا الإطار، داعيًا لتحويل هذه الجهود إلى تغيير منهجي، حيث أن الطريق نحو تنمية شاملة ومستدامة يمر عبر التمويل المناخي، والذي ينبغي أن يكون تمويل التكيف جزءًا أساسيًا منه.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى