دفع الأموال لأطفال في مقابل الأعمال المنزلية: هل هو خطأ تربوي أم أسلوب تربية إيجابي؟

تطرح المحاولات المتزايدة للمربين من الآباء والأمهات لتربية أبنائهم بشكل سليم العديد من التساؤلات حول الأساليب التربوية المناسبة، ومن بين القضايا المطروحة موضوع دفع الأموال للأطفال مقابل القيام بالأعمال المنزلية، حيث تتباين الآراء حول ما إذا كان هذا الاتجاه يمثل حافزًا فعالًا أو قد يؤدي إلى نتائج سلبية على المدى الطويل. وأوضحت استشاري الصحة النفسية، الدكتورة سلمى أبو اليزيد، أن هذه الطريقة قد تبدو مُشجعة في البداية، لكن آثارها السلبية على دوافع الطفل وسلوكياته يمكن أن تكون عميقة، كما أن ادراك الطفل للمسؤولية وواجباته داخل الأسرة قد يتأثر سلبًا. وعليه، يجدر التمييز بين الأهداف طويلة المدى التي نسعى لتحقيقها مع أبنائنا وبين النتائج الفورية السريعة التي قد تنجم عن تقديم مكافآت مالية.
الأثر | التفاصيل |
---|---|
تحفيز فوري | يساعد الأطفال على إتمام المهام بسرعة |
ضعف الدافع الداخلي | يتحول اهتمام الأطفال للمكافآت فقط |
العقاب المالي | يؤدي إلى مقاومة الأعمال المنزلية |
الأعمال المنزلية.. وسيلة تربوية لا صفقة تجارية
باستنادنا لطلب المساعدة من الطفل في القيام بالأعمال المنزلية، فإننا نستهدف أكثر بكثير من مجرد إنجاز تلك المهام، فنحن نعمل على تعزيز شعور الانتماء إلى الأسرة، بينما نزرع فيهم أهمية المشاركة والجهد الجماعي. كما نسعى لتعليمهم قيم التنظيم وتحمل المسؤولية وتقدير أهمية النظافة والنظام، مما يرسخ الفهم العميق لقيمة العمل كجزء أساسي من الحياة اليومية بعيدًا عن الجوانب المالية.
الدافع الداخلي.. كنز نفقده بالمكافآت المالية
وكشفت الدكتورة سلمى أبو اليزيد أن الأبحاث الحديثة أظهرت أن تقديم المكافآت المالية للأطفال كتحفيز للقيام بمهام معتادة يمكن أن يُضعف لديهم الدافع الداخلي. إذ يميل الأطفال إلى تقليد الكبار والمساعدة في السنوات الأولى، لكن ربط العمل بالمال قد يدمر هذه الرغبة الطبيعية، حيث يتحول التركيز من الشعور بالرضا عن الإنجاز إلى البحث عن مكافآت خارجية. ومع مرور الوقت، قد يُصبح الطفل غير مستعد للقيام بأي عمل دون الحصول على مقابل مالي، وهو ما يؤسس لدافع مادي يصعب عليه العطاء بلا مقابل.
العقاب المالي.. فخ تربوي خطير
وأشارت الدكتورة سلمى في حديثها إلى أن الاعتماد على المال كوسيلة للتحفيز يفتح أيضًا بابًا لمشكلات أخرى، مثل العقاب المالي. على سبيل المثال، قد نلجأ إلى حرمان الطفل من مصروفه إذا لم يقم بإنجاز مهمته، وهو أسلوب لا يعلم الطفل معنى التعاون وقيمة الالتزام، بل يجعله يشعر بالضغط، ويفقده الإحساس بالمسؤولية الطوعية. وهو ما قد يؤدي في النهاية إلى مقاومة أو كراهية المهام المنزلية في المستقبل.