مستخدمو تمبلر يعبّرون عن استيائهم من حجب خاطئ للمحتوى نتيجة استخدام الذكاء الاصطناعي

مستخدمو تمبلر يشكون من حجب خاطئ للمحتوى بسبب الذكاء الاصطناعي

في الآونة الأخيرة، أثار عدد كبير من مستخدمي منصة “تمبلر” موجة غضب لاذع وانتقادات شديدة، حيث لاحظوا أن أنظمة تصفية المحتوى قامت بحجب منشوراتهم وتصنيفها بشكل غير دقيق على أنها “محتوى للبالغين” أو “ناضج”، على الرغم من أنها خالية تمامًا من أي مضامين جنسية أو عنيفة.

وقد ألقى المستخدمون اللوم على الذكاء الاصطناعي وأنظمة الفلترة الآلية، التي يبدو أنها ارتكبت خطأ في التقدير.

تضمنت المنشورات المحجوبة بشكل خاطئ صورًا لقطط، ومقاطع GIF، ومحتوى فني، بل وحتى صورًا لأيدي فقط، مما زاد من شعور الإحباط لدى المستخدمين، خاصة وأن العديد منهم يستخدمون إعدادات تزيل المحتوى المصنف “للبالغين” بشكل افتراضي، مما أثر سلبًا على ظهور هذه المنشورات وتفاعل المتابعين معها.

تحديثات تجريبية وراء الخلل
 

أفادت شركة تمبلر أن هذا الخلل ناجم عن تجارب جديدة يتم اختبارها حاليًا على تطبيق أندرويد، وتهدف إلى تحسين نظام تصنيف المحتوى الناضج عبر إضافة طبقة جديدة من المراقبة تعتمد على ما يُعرف بـ “تسميات المحتوى” (Content Labels).

وفي تصريحات عبر البريد الإلكتروني لموقع “تك كرانش”، أكدت الشركة: “بينما نعمل على جعل تمبلر مكانًا أكثر أمانًا لمستخدميها، فإننا نحرص على احترام تنوع الاهتمامات وتفضيلات المحتوى، والتي يمكن تعديلها من خلال الإعدادات، ونعمل حاليًا على تحسين التجربة استنادًا إلى ملاحظات المستخدمين.”

وعود بالإصلاح وتحديث لآلية الطعون
 

أقرت المنصة بالمشكلة بشكل علني عبر مدونتها الرسمية، وردت على أحد الأسئلة مشيرة إلى أنها تدرك مشكلة التصنيف الخاطئ، وتعمل حاليًا على تقليل تكرار هذه الأخطاء، كما أعلنت أن نظام الطعون المستخدم لاسترجاع المنشورات المحجوبة سيشهد تحديثًا خلال الأسابيع المقبلة لاستيعاب عدد أكبر من الطلبات.

ومع ذلك، لم تُفصّل الشركة عن ما إذا كان الذكاء الاصطناعي هو السبب المباشر لهذه الإشكالية، مكتفية بالتأكيد على أن التحسينات لا تزال قيد التجريب ولن تطبق على باقي المنصات إلا بعد تأكيد فعاليتها بالشكل المناسب.

مشاكل سابقة وهيكل إداري محدود
 

من المهم الإشارة إلى أن هذه المشكلة تأتي في وقت تواجه فيه “تمبلر” تحديات تنظيمية وهيكلية، خصوصًا بعد استحواذ شركة Automattic (المالكة لـ WordPress.com) على المنصة عام 2019، حيث شهدت المنصة تسريح عدد من الموظفين وإعادة توزيع العاملين على مشاريع أخرى داخل الشركة الأم، مما أثر على سرعة الاستجابة والدعم الفني.

بالإضافة إلى ذلك، تسعى الشركة حاليًا إلى نقل بنية تمبلر التحتية إلى نظام ووردبريس، في جهود لتحسين الأداء وتقليل التكاليف التشغيلية.