تشغيل أكبر بطارية رملية عالمياً يحدث ثورة في مجال الطاقة

تشغيل أكبر بطارية رملية في العالم لتحدث نقلة نوعية في عالم الطاقة
قامت فنلندا مؤخرًا بتشغيل أكبر بطارية رملية في العالم، وهذا الابتكار يُحدث ثورة حقيقية في مجال الطاقة، وفكرة هذه البطارية تقوم على تخزين فائض الطاقة الناتج عن مصادر مثل الطاقة الشمسية أو طاقة الرياح على شكل حرارة في صومعة ضخمة مليئة بالرمال.
عندما تحتاج المدينة إلى التدفئة، خاصة خلال الشتاء الطويل في فنلندا، تُطلق الحرارة المخزنة وتُضخ عبر أنابيب إلى المنازل والمكاتب، بل حتى إلى المسابح المحلية، مما يقلل الاعتماد على الوقود الأحفوري.
بينما تحظى بطاريات الليثيوم بشعبية كبيرة، إلا أنها تبقى مكلفة ولها آثار بيئية سلبية، لذا قرر الفريق الفنلندي في شركة بولار نايت إنرجي العودة إلى الأساسيات باستخدام الرمل، الذي غالبًا ما يُعتبر مجرد نفايات صناعية من مصانع المواقد، حيث يُخزن الرمل في صومعة خاصة، وعند توفر فائض من الطاقة الكهربائية، تمر تيارات كهربائية في الرمل لرفع درجة حرارته إلى حوالي 400-500 درجة مئوية.
بفضل العزل الفعال، يحتفظ الرمل بهذه الحرارة لأسابيع، حيث لا يفقد إلا حوالي 10% منها خلال تلك الفترة، وعندما يتطلب الأمر التدفئة، يتم سحب الهواء الساخن وإرساله إلى شبكة التدفئة المركزية، وذلك وفقًا لما ذكرته مجلة ZME Science، إذ تُعتبر هذه البطارية الجديدة في بورناينن مصدرًا فعالًا للطاقة، حيث يمكنها تخزين حوالي 1000 ميجاوات/ساعة من الحرارة، وهو ما يكفي لتدفئة نحو 260 منزلًا لمدة أسبوع في فصل الشتاء.
هل يمكن أن تنتشر بطاريات الرمل على مستوى العالم؟
السؤال الأكثر أهمية هو مدى إمكانية تطبيق هذا الابتكار الفنلندي في دول أخرى، حيث تُعتبر بطاريات الرمل خيارًا مثاليًا للبلدان التي تعتمد على أنظمة التدفئة المركزية، مثل شمال أوروبا، نظرًا لتكلفتها المنخفضة وموثوقيتها، بالإضافة إلى عدم اعتمادها على مواد نادرة.
في بورناينن، من المتوقع أن تُسهم البطارية الجديدة في تقليل انبعاثات التدفئة بنسبة حوالي 70%، مما يُوفر حوالي 160 طنًا متريًا من ثاني أكسيد الكربون سنويًا.
ومع ذلك، لا تمتلك جميع الدول شبكة كهرباء نظيفة أو بنية تحتية ملائمة، ففي الأماكن التي لا تزال تعتمد إلى حد كبير على الفحم أو الغاز، قد يؤدي شحن بطارية رملية إلى زيادة الانبعاثات بدلًا من تقليلها.
ومع ذلك، يظل المفهوم مرنًا، حيث يمكن استخدام مواد محلية رخيصة أخرى، مثل الطوب المكسر أو الصخور البركانية، وتعديل التصميم ليناسب الموارد المتاحة بالفعل.