أخبار عاجلة

كيف تميز تطبيقات الموبايل المزيفة قبل تحميلها؟ دليل شامل للحماية والأمان

كيف تتعرف على تطبيقات الموبايل المزيفة قبل تحميلها؟ دليل شامل للحماية

منذ أن أصبحت الهواتف الذكية تحتفظ بمعلومات شخصية وحساسة، مثل البيانات البنكية والذكريات الخاصة، أصبح تحميل تطبيق مزيف قد يكون خطرًا حقيقيًا، وبدلاً من كونه مجرد خطأ، يعدّ خطوة قد تدمر تجربة الاستخدام، فالتطبيقات المزيفة تتشابه بدرجة كبيرة مع الأصلية، مما يجعل المستخدمين غير قادرين على التمييز بينهما حتى يفوت الأوان.

تلك التطبيقات المقلدة قد تستخدم لسرقة المعلومات، أو إغراق الهاتف بالإعلانات، أو استهلاك البطارية بشكل غير منطقي، وفي بعض الأحيان، قد تقوم بتثبيت برمجيات تجسس خفية، رغم أن متاجر التطبيقات مثل “جوجل بلاي” و”آب ستور” تحاول محاربة هذا النوع، إلا أنها في بعض الأحيان تفشل في حذف جميع التطبيقات المزيفة التي تظهر للمستخدمين، لذا يصبح من الضروري معرفة العلامات التي تساعد في تمييز التطبيقات المزيفة قبل تثبيتها.

أحد أهم المؤشرات التي يمكن من خلالها اكتشاف التطبيق المزيف هو النظر في اسم المطور، فالكثير من التطبيقات المقلدة تستخدم اسم التطبيق الحقيقي وشعاره، لكن يتم رفعها باسم مطوّر مشابه، على سبيل المثال، بدلاً من “WhatsApp LLC”، قد يظهر اسم المطور على التطبيق المزيف كـ “WhatsApp Pro Dev” أو “WhatsUp Messenger”.

للتحقق، يمكن النقر على اسم المطور ومراجعة التطبيقات الأخرى التي نشرها، كما أن وجود عدد قليل من التطبيقات أو عدم وجود أي تطبيقات موثوقة يعد مؤشراً على الاحتيال.

عند الاعتماد على اسم التطبيق أو شعاره فقط، لابد من أن نتذكر أن هذه العناصر غالبًا ما تكون مقلدة بشكل جيد، لذا يجب توخي الحذر من الاختلافات الطفيفة في التهجئة أو التصميم، مثل “Face Book” بدلاً من “Facebook”، أو استخدام شعارات بألوان باهتة أو منخفضة الجودة، كما ينبغي الانتباه للتطبيقات التي تعد بإصدارات “برو” أو “بلس” أو “HD” من تطبيقات شهيرة لا تتوفر فعليًا.

تساعد قراءة وصف التطبيق وتحديثاته في الكشف عن الكثير، فالتطبيقات الرسمية تحتوي عادة على وصف دقيق وخالٍ من الأخطاء، وتوضح تحديثاتها الأخيرة بشكل واضح، أما التطبيقات المزيفة، فيكون وصفها غالبًا عامًا وغامضًا، كما تحتوي على أخطاء لغوية، ويكون تحديثها غير واضح، مثل “إصلاحات عامة” بدون تفاصيل حقيقية.

لا ينبغي الاعتماد فقط على التقييمات العامة بالتقديرات النجمية، فقد تحصل التطبيقات المزيفة على تقييمات مرتفعة من خلال مراجعات مزيفة أو مبالغ فيها، ومن الأفضل قراءة التعليقات الأخيرة بعناية، والبحث عن شكاوى متكررة تتعلق بالإعلانات الكثيفة أو الأذونات المفرطة أو استخدام البيانات بطريقة مشبوهة.

من الضروري فحص الأذونات التي يطلبها التطبيق، فمثلًا، لا حاجة لتطبيق الكشاف أن يطلب الوصول إلى جهات الاتصال أو الميكروفون، على أنظمة أندرويد، تظهر الأذونات المطلوبة قبل تثبيت التطبيق، بينما على iOS، تظهر عند الاستخدام الأول لكل ميزة، وإذا بدا أن التطبيق يطلب صلاحيات لا تتناسب مع وظيفته، فهذا مؤشر يدعو للقلق.

أيضًا، عليك الانتباه إلى عدد مرات تحميل التطبيق وحجمه، فتطبيقات شهيرة تُحمّل ملايين المرات، بينما التطبيقات المزيفة عادة ما يكون عدد مرات تحميلها ضئيلاً رغم ادعائها بأنها نسخ رسمية، كما أن الحجم غير المعتاد للتطبيق قد يدل على أنه مجرد واجهة للإعلانات أو يحتوي على ملفات خبيثة.

يمكن استخدام خاصية البحث العكسي بالصور لفحص لقطات الشاشة المعروضة في صفحة التطبيق، ففي بعض الحالات، تكون هذه الصور منسوخة أو معدلة بشكل بسيط، وإذا ظهرت تلك الصور نفسها في مواقع مشبوهة أو غير موثوقة، فهذا يعد إشارة إلى ضرورة التراجع عن التثبيت.

يُنصح بتجنب تحميل التطبيقات من متاجر خارجية، إلا في حالات الضرورة القصوى، فرغم أن “جوجل بلاي” و”آب ستور” يوفران حدًا أدنى من الأمان، فإن المتاجر غير الرسمية تفتقر لأي رقابة، وإذا كان عليك التحميل من مصادر بديلة، فمن الأفضل الاعتماد على منصات موثوقة مثل APKMirror أو F-Droid.

إذا كنت غير متأكد من أمان التطبيق، من الأفضل تثبيته أولًا على هاتف ثانوي أو استخدام محاكي أندرويد على الكمبيوتر مثل Bluestacks، لتجربته في بيئة آمنة قبل تثبيته على الهاتف الرئيسي الذي يحتوي على بياناتك.

بعض أنواع التطبيقات تشتهر بوجود نسخ مزيفة يصعب اكتشافها، مثل تطبيقات قراءة رموز QR التي قد تبدو بريئة لكنها تُستخدم أحيانًا لتوجيه المستخدم إلى مواقع تصيد، ومع كونه موجودًا في معظم الهواتف الحديثة، لم يعد هناك حاجة لاستخدام تطبيقات خارجية لذلك.

بالمثل، تطبيقات توفير البطارية أو تسريع الذاكرة غالبًا لا تقدم فائدة حقيقية، بل تستهلك موارد الجهاز، كما أن معظم الهواتف الحديثة توفر خاصية الكشاف بشكل مدمج، مما يجعل تحميل تطبيقات إضافية غير منطقي.

أيضًا، شهدنا مؤخرًا تطبيقات مزيفة تدّعي أنها نسخ احترافية من أدوات الذكاء الاصطناعي مثل “ChatGPT Pro” أو “AI Assistant Premium”، وبعضها يطلب رسومًا مالية مباشرة أو يعرض إعلانات مزعجة، لذلك يُفضل تحميل هذه التطبيقات فقط من المصادر الرسمية مثل جوجل أو مايكروسوفت أو أوبن إيه آي، مع التحقق من اسم الناشر.

أخيرًا، لم تعد التطبيقات المزيفة بدائية أو سهلة الاكتشاف كما كانت في السابق، بل تم تصميمها بشكل يجعلها تبدو أصلية، بواجهات أنيقة وتقييمات مرتفعة، ولكن مع قليل من الحذر والتحقق، يمكن للمستخدم أن يتفادى الوقوع في الفخ.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى