أخبار عاجلة

مرصد شاندرا يكتشف ظاهرة كونية رائعة على بُعد 11.6 مليار سنة ضوئية

مرصد شاندرا يكتشف ظاهرة كونية مدهشة على بُعد 11.6 مليار سنة ضوئية

في اكتشاف علمي مذهل، رصد مرصد شاندرا للأشعة السينية التابع لوكالة ناسا نفاثًا سينيًا عملاقًا صادرًا من الكوازار J1610+1811، الذي يبعد عن الأرض بمسافة تُقدّر بـ 11.6 مليار سنة ضوئية، وذلك في فترة زمنية تعود إلى نحو 3 مليارات سنة بعد الانفجار العظيم، يمتد هذا النفاث لمسافة تزيد عن 300 ألف سنة ضوئية، وتتحرك جسيماته بسرعة قريبة من سرعة الضوء تصل إلى حوالي 92 إلى 98%.

ووفقًا لما تم الإفصاح عنه خلال الاجتماع رقم 246 للجمعية الفلكية الأمريكية، حيث نُشرت النتائج في مجلة The Astrophysical Journal، فإن هذا النفاث يُرصد بالأشعة السينية نتيجة اصطدام الإلكترونات عالية الطاقة ذات السرعة الكبيرة بالضوء المتبقي من الانفجار العظيم، المعروف باسم خلفية الموجات الكونية الميكروية، مما يؤدي إلى رفع طاقة الفوتونات وتحويلها إلى أشعة سينية.

رصد نادر من قلب الكون البدائي

استطاع العلماء بفضل التصوير الدقيق من مرصد شاندرا، ومع البيانات المأخوذة من الراديو، عزل هذا النفاث وتتبع حركته رغم البعد الشديد. ويعتبر هذا الاكتشاف أحد الأدلة الرئيسية على تأثير الثقوب السوداء في البيئات المحيطة بها خلال ما يُعرف بـ”الظهيرة الكونية”، وهي مرحلة حيوية في تطور الكون، إذ يقول الباحثون إن هذه النفاثات النشطة التي تقترب من سرعة الضوء تحمل طاقة هائلة وتُحدث تأثيرات ملحوظة على الوسط بين المجرّات.

شاندرا مهدد بالإغلاق

رغم هذا الإنجاز العلمي البارز، إلا أن مستقبل مرصد شاندرا أصبح في خطر، بعد أن اقترحت وكالة ناسا تخفيضًا كبيرًا في ميزانية تشغيل التلسكوب ضمن خطة موازنة 2025. فعلى الرغم من الدور المحوري الذي لعبه شاندرا طوال نحو 25 عامًا في تطوير علم الفلك بالأشعة السينية، فإن فقدانه سيكون ضربة قاسمة لهذا المجال العلمي.

وأطلق مجموعة من العلماء حملة تحت عنوان “أنقذوا شاندرا”، حيث حذروا من أن وقف التمويل سيكون بمثابة “حدث انقراض” للعلم الأمريكي في مجال الأشعة السينية، وقد صرح البروفيسور أندرو فابيان لمجلة Science: “أشعر بالذعر من احتمال إغلاق شاندرا قبل أوانه”.

كما أضافت الباحثة إليسا كوستانتيني: “إذا نفذت التخفيضات، فسنفقد جيلًا كاملًا من العلماء، وسيظهر فراغ كبير في معرفتنا بالكون عالي الطاقة”.

ويشدد العلماء على أن إنهاء مهمة شاندرا في هذا الوقت الحساس سيؤدي إلى فقدان المجتمع العلمي لأداة لا يمكن تعويضها لفهم العديد من الظواهر الكونية، بما في ذلك الثقوب السوداء، والانفجارات النجمية، والنفاثات المجرية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى