أبل تخطط لتحديث كبير فى نظام سيرى للذكاء الاصطناعى فى مارس 2026

بعد الكشف عن أسباب تأجيل إطلاق سيري، المعتمد على الذكاء الاصطناعي، أشار تقرير جديد إلى أن عملاق التكنولوجيا قد يُصدره أخيرًا العام المقبل، حيث يُنتظر الإعلان عن تحديث آبل لسيري بالتزامن مع إصدار iOS 26.4، الذي عادةً ما يتم إطلاقه في مارس، وفقًا لمارك جورمان من بلومبرج، حيث تم تصميم المساعد الافتراضي المُحسّن لتوفير مزايا أكثر تطورًا من خلال الاستفادة من محتوى الشاشة وبيانات المستخدم، لتنفيذ أوامر معقدة ومتعددة الخطوات مع وعي أكبر بالسياق.

ورغم عدم تأكيد آبل رسميًا بعد لتاريخ الإصدار الدقيق، تُصرّ الشركة على أن سيري الجديد سيُطلق “في العام المقبل”، وقد أثارت هذه التصريحات جدلًا مستمرًا، إذ لم يتفق الجميع في توقعاتهم حول موعد الإطلاق، مما أدى إلى تصورات تتراوح بين إمكانية إصداره في عام 2025 أو تأجيله المحتمل إلى عام 2026، حيث خضع الجدول الزمني للتطوير لعدة مراجعات داخلية.

إطلاق سيري من آبل: الجدول الزمني

كشفت آبل لأول مرة عن قدرات سيري المُحسّنة، المدعومة بتقنية Apple Intelligence، خلال مؤتمر المطورين العالميين 2024 في يونيو الماضي، حيث روجت الشركة بكثافة للميزات الجديدة في حملتها التسويقية لسلسلة هواتف iPhone 16، وقدمت عروض توضيحية ركّزت على وظائف المساعد الافتراضي الحديثة. وقد قاد ذلك العديد من العملاء لشراء أحدث طُرز iPhone في توقعاتهم بتوفر ميزات سيري المتقدمة بعد فترة وجيزة من الاطلاق، لكن الأمور لم تسر كما هو متوقع لشركة آبل، إليكم السبب.

ومع ذلك، أعلنت آبل في وقت سابق من مارس عن تأجيل إطلاق الهاتف، مما جلب خيبة أمل للمستخدمين الذين كان لديهم آمال في الوصول الفوري للتحديثات الموعودة. وقد أثار هذا التأجيل استياءً شديدًا بين المستخدمين الذين كانوا يتوقعون التحديثات الموعودة.

وفي مؤتمر المطورين العالمي لعام 2025، الذي عُقد في يونيو الماضي، غيّرت شركة آبل نهجها بشكل ملحوظ، فعلى عكس السنوات السابقة، امتنعت الشركة عن معاينة الميزات المقرر إصدارها مستقبلاً، وبدلاً من ذلك، أصبحت جميع الإعلانات التي أُعلنت خلال الكلمة الرئيسية متاحة بالفعل في النسخة التجريبية الأولية للمطورين، مما يشير إلى استراتيجية منتج أكثر حذراً وفورية.

لماذا تتأخر آبل في إطلاق سيري؟

وفقًا لمارك جورمان من بلومبرج، فإن التأجيلات المتكررة تعود بشكل أساسي إلى عقبات تقنية، حيث واجه مهندسو آبل صعوبات في التعامل مع نظام هجين إشكالي، يحاول دمج بنية سيري القديمة مع ميزات جديدة مدعومة بالذكاء الاصطناعي، ولقد فشل هذا الإعداد التجريبي بشكل متكرر، حيث تراوحت معدلات الخطأ حوالي 33% أثناء الاختبارات.

رغم هذه النكسات، تبقى آبل ملتزمة بتقديم سيري أكثر ذكاءً ووعيًا بالسياق، حيث تسعى للحفاظ على قدرتها التنافسية في عالم الذكاء الاصطناعي سريع التطور، وفي مقابلة مع صحيفة وول ستريت جورنال، أشار كريج فيديريغي، نائب الرئيس الأول لهندسة البرمجيات، وجريج “جوز” جوسويك، نائب الرئيس الأول للتسويق، إلى أنه رغم أن النتائج الأولية كانت مبشرة، إلا أن المرحلة الثانية من سيري لم تظهر نفس الوعود، وأكدوا أن آبل ليست في عجلة من أمرها لطرح ميزات غير دقيقة لمجرد كونها الرائدة، بل تفضل تحسين الأداء.

أدى التأخير وطول فترة طرح سيري المُجدد من آبل إلى تغييرات ملحوظة في قيادة الشركة، ووفقًا للتقارير، تم إبعاد جون جياناندريا، نائب الرئيس الأول للذكاء الاصطناعي في آبل، عن الإشراف على سيري وغيرها من المشاريع الموجهة للمستهلكين.

سيري المُجدد: ما الذي نتوقعه؟

سلط جورمان الضوء أيضًا على الميزات الجديدة المرتقبة من سيري المُجدد، حيث تستعد آبل لإطلاق تحديث متطور يعتمد على نموذج اللغة الكبير (LLM)، وقد زادت تعقيدات عملية التطوير مع سعي آبل للانتقال بين العديد من المكونات القديمة المدمجة في البنية التحتية الحالية لسيري، مما يعمل على دمج مشاريع متعددة في نظام واحد أكثر تكاملاً.

روبوت المحادثة المعرفية: بعد إعادة بناء سيري بشكل كامل باستخدام تقنية LLM، من المتوقع أن يدعم المساعد إطار عمل جديد لأهداف التطبيق. بجانب تحديث سيري، تتجه التقارير أيضًا إلى أن آبل تطور روبوت محادثة مستقل، يُطلق عليه داخليًا اسم “Knowledge”، والذي سيستمد المعلومات مباشرةً من الإنترنت، ويعمل بشكل مشابه لمشاريع آبل السابقة مثل Ajax و Ask – والذي يُعرف أحيانًا باسم “AppleGPT”.

مع ذلك، لا يزال مصير إطلاق Knowledge كمنتج موجه للمستهلكين غير مؤكد، وتشير التقارير إلى أن نائب الرئيس الأول لشركة آبل، جريج جوسوياك، يفضل إبقاء Apple Intelligence كميزة متكاملة تعمل خلف الكواليس بدلاً من طرحها كتطبيق منفصل، ويقود مشروع Knowledge روبي ووكر، الرئيس السابق لسيري.

بينما لا تزال العديد من هذه الميزات قيد التطوير، تقدم لمحة عن رؤية آبل الطموحة للجيل القادم من مساعدها الافتراضي.