متلازمة أليس فى بلاد العجائب.. ماذا تفعل عندما يصبح الواقع مشوشًا؟

في أوقات معينة، قد يشعر الفرد كما لو أن العالم من حوله قد تغير بطريقة غير مفهومة، حيث تبدو الأشياء أكبر أو أصغر مما هي عليه، أو قد يحس أن الزمن يمر بسرعة كبيرة أو ببطء ملحوظ، هذه التجارب الفريدة تأتي نتيجة لما يعرف بمتلازمة “أليس في بلاد العجائب”، وهي حالة عصبية نادرة تؤدي إلى رؤية الشخص للعالم بطريقة غير مألوفة، سُميت هذه المتلازمة على اسم الرواية الكلاسيكية “مغامرات أليس في بلاد العجائب” للمؤلف لويس كارول، حيث جربت البطلة أليس تغيرات غريبة في الحجم والإدراك خلال مغامراتها في ذلك العالم العجيب، وعلى الرغم من ندرة ظهور هذه المتلازمة، إلا أن الأطباء والباحثين يعتبرونها موضوعًا مثيرًا للاهتمام، نظرًا لما تسببه من مجموعة من الاضطرابات الإدراكية التي تؤثر على رؤية الشخص وإحساسه بجسمه والزمان والمكان، كما قد ترتبط بالاكتئاب وتدهور الصحة النفسية، وبحسب موقع “hcahoustonhealthcare”، يسلط “اليوم السابع” الضوء على كل ما يخص هذه المتلازمة.

حرصًا على تقديم معلومات شاملة، نستعرض هنا تفاصيل إضافية عن متلازمة أليس وما يتعلق بها.

متلازمة أليس في بلاد العجائب

تُعتبر هذه المتلازمة اضطرابًا عصبيًا يؤثر على الإدراك الحسي للفرد، حيث تؤدي إلى تغييرات مفاجئة في طريقة رؤية الأشياء أو الإحساس بالجسد، فقد يرى الشخص الأشياء أصغر أو أكبر من حجمها الطبيعي، أو يشعر أن المسافات المحيطة به غير طبيعية، كما يمكن أن يسبب هذا الاضطراب شعورًا بوجود تغيرات غريبة في سرعة الزمن، بالإضافة إلى تأثيره على الأحاسيس المرتبطة بالأصوات والحركة.

أعراض متلازمة أليس في بلاد العجائب

تتباين الأعراض التي يعاني منها المصابون بهذه المتلازمة من فرد لآخر، لكنها غالبًا ما تكون مؤقتة وتستمر لبضع دقائق إلى نصف ساعة، ومن بين الأعراض الشائعة نجد تغيرات في الحجم، اضطرابات في الإدراك المكاني، تشوهات في الإحساس بالزمن، تغيرات في الأصوات، وفقدان السيطرة على الحركة.

أسباب متلازمة أليس في بلاد العجائب

توجد عدة عوامل يمكن أن تؤدي إلى ظهور هذه المتلازمة، ومنها، الصداع النصفي، إصابات الدماغ مثل الصدمات أو التهابات الجهاز العصبي المركزي، والتي قد تسبب اضطرابات في الإدراك الحسي، بالإضافة إلى العدوى الفيروسية، بجانب حالات الاكتئاب والوسواس والرغبة المستمرة في الانعزال.

علاج متلازمة أليس في بلاد العجائب

أوضحت استشاري الصحة النفسية سلمى أبو اليزيد أهمية التركيز على هذه التغيرات، حتى إن كانت أعراضها بسيطة، لأنها قد تؤثر على الصحة النفسية بشكل أكبر من الصحة الجسدية، لذا من الضروري زيارة متخصص للفحص، إلى جانب تجنب أي مواقف مزعجة، سواء كان ذلك بالتواجد مع أشخاص غير مرغوب فيهم أو التعرض لمحتوى إخباري يثير القلق لدى المصاب بهذه المتلازمة.
كما أكدت على ضرورة التركيز على أنشطة مفضلة مثل القراءة أو مشاهدة محتوى مفضل، وكتابة إيجابيات مما حدث خلال اليوم، مما يساعد الشخص على استرجاع طاقته الذهنية والتركيز، لضمان عدم تشتت انتباهه.