اقضِ بعض الوقت مع نفسك في عطلة نهاية الأسبوع.. لماذا يُعتبر قضاء وقت بمفردك أمرًا مهمًا خلال الإجازة؟

اقعد مع نفسك فى الويك إيند.. ليه مهم تقضى وقت لوحدك فى الإجازة؟
فى خضمَّ الحياة اليومية المليئة بمسؤوليات العمل ومتطلبات الأسرة والأحداث الاجتماعية، قد ينسى الكثيرون أنفسهم تمامًا، فنحن نسعى لإرضاء الجميع ونقوم بكل ما يُطلب منا، بينما نقوم بتأجيل احتياجاتنا الشخصية إلى وقتٍ غير محدد، ومع قدوم عطلة نهاية الأسبوع، ينشغل البعض بالمهام المؤجلة أو الواجبات الاجتماعية، ويتجاهلون حقيقة جديرة بالاهتمام وهي أن هذا الوقت يُمكن أن يكون فرصة رائعة للتواصل مع الذات ومنح النفس قليلًا من الراحة التي تستحقها.
“اصنع وقتًا لنفسك” ليست مجرد جملة عابرة، بل هي دعوة حقيقية للبحث عن التوازن والاهتمام بصحتنا النفسية والعقلية، ويرصد “اليوم السابع” مع الدكتورة سلمى أبو اليزيد، استشارى الصحة النفسية، أهمية الانفصال المؤقت عن الضغوط، وكيف يمكن أن يؤثر ذلك بشكل إيجابي على جودة حياتنا.
الجلوس فى هدوء
راحة العقل ضرورة لا رفاهية
أوضحت استشارى الصحة النفسية أن العقل، مهما بلغت قوته وتحمله، لا يمكنه الاستمرار في العمل تحت ضغط مستمر، فالتوتر اليومي والضوضاء المستمرة يتركان آثارًا تؤثر سلبًا على التركيز والمزاج وحتى جودة النوم، ومن هنا فإن تخصيص وقت هادئ خلال عطلة نهاية الأسبوع يُصبح ضرورة لتصفية الذهن واستعادة التوازن، ابحث عن لحظات هادئة بعيدًا عن الضجيج، واسمح لنفسك بالتنفس بعمق والاسترخاء قليلًا.
فتاة تبتسم
تقدير الذات يبدأ من الداخل
يعتقد الكثيرون أن قيمتهم ترتبط بمستوى إنجازاتهم أو برضا الآخرين عنهم، لكن الحقيقة أن تقدير الذات ينبع من الداخل، عندما تخصص وقتًا لنفسك، فأنت ترسل لنفسك رسالة واضحة “أنتَ مهم وتستحق الراحة”، وهذا التقدير لا يمكن شراؤه، بل يُبنى من خلال ممارسات بسيطة وصادقة، تبدأ من احترام حاجتك للهدوء والانفراد، وتؤكد استشارى الصحة النفسية أن هذا السلوك ليس ترفًا، بل ضرورة لإعادة التوازن النفسي.
إعادة شحن الطاقة العاطفية
الاستمرار في العطاء دون توقف يرهق القلب قبل الجسد، ومع مرور الوقت، قد نفقد القدرة على الاستمتاع أو حتى التواصل المستدام مع من نحب، لذا فإن التوقف المؤقت خلال عطلتك لا يعني الانسحاب من الحياة، بل هو فرصة لاستعادة المشاعر الإيجابية وقدرتك على التواصل العميق والفرح الصادق.
التوازن بين العطاء للغير والاهتمام بالذات
إفراد وقت خاص بك لا يعني العزلة عن الآخرين، بل هو جزء من التوازن الصحي في الحياة، فمن حقك أن تقضي بعض الوقت مع من تحب، ولكن من المهم أيضًا أن تعيش لحظاتك الخاصة بهدوء واسترخاء، سواء كانت تلك اللحظات في قراءة كتاب، أو نزهة قصيرة، أو تأمل في الطبيعة، فإنها كفيلة بتجديد طاقتك وتحسين حالتك الذهنية.