أخبار عاجلة

اليوم العالمي لمكافحة عمالة الأطفال.. قصة مصور ساهم في تشريع قوانين لمحاربتها

اليوم العالمي لمكافحة عمالة الأطفال.. حكاية مصور ساهم في إقرار قوانين تجريمها

مع احتفالنا في 12 يونيو باليوم العالمي لمكافحة عمالة الأطفال، نعود بذاكرتنا إلى قرن مضى، حيث أسهم مصور وعالم اجتماع شاب بكاميرته في إقرار قوانين تحظر عمالة الأطفال في الولايات المتحدة الأمريكية، ليؤكد أن الصورة تحمل قوة لا تعبر عنها الكلمات، وأن الكاميرا يمكن أن تكون أداة فعالة للدفاع عن الحقوق، عندما يحملها شخص ذو رؤية.

في مصنع نسيج بولاية كارولينا الشمالية، كانت تلك الطفلة الصغيرة تقف وسط خط إنتاج لا ينتهي من بكرات الخيط، تراقب بعينيها المتعبتين، بكرات الغزل الدوارة، وكانت مهمتها هي إصلاح الخيوط المتقطعة بمهارة وسرعة.

في الصورة التي التقطها لويس دبليو هاين، تبدو الطفلة، بملابسها الرثة، وسط سطور بكرات الغزل، حيث تستند بيدها اليمنى على صف من البكرات، وتلمس يدها اليسرى إحدى نوافذ المصنع، من خلالها يتدفق الضوء. المشهد وصفته صحيفة “لوس أنجلوس تايمز” بأنه يجعلها تبدو كـ “رهينة صغيرة بريئة عالقة بين الأسر والحرية”.

طفلة تعمل في مصنع قطن

أضافت الصحيفة أن هاين لم يوثق فقط صورة لطفلة عاملة، بل تناول أيضًا ما يجري على روحها التي تتآكل ببطء، إذ كتب مؤرخ الفن ألكسندر نيمروف، أن الضرر لا يكمن في احتمال فقدان إصبع، بل في الحاضر الممل والمستقبل المغلق المحيط بتلك الطفلة، حتى النوافذ التي أضأت المشهد بدت عاجزة عن توفير مخرج من المأساة.

أطفال يعملون في تقشير المحار

من مصانع النسيج في الجنوب إلى مزارع التبغ في نيو إنجلاند، سافر هاين عبر البلاد بعين الفنان وفهم عالم الاجتماع، موثقًا بعدسته تجارب أعمق من مجرد الصور الفوتوغرافية، ومن بين أشهر أعماله، صورة لطفل في العاشرة من عمره، وهو راكع بين صفوف التبغ في مزرعة بولاية كونيتيكت. وكان يعمل في الطين، بينما من المفترض أن يكون في المدرسة أو يلعب في حقل مفتوح، هذا الطفل، مثل غيره، لم يكن لديه رفاهية اللعب.

عامل قطف التبغ في العاشرة من عمره

من الصورة إلى تغيير القانون

لم يكن هاين يعمل في جزيرة منعزلة، بل جاءت صوره الوثائقية في وقت تصاعد فيه موجة الإصلاح الاجتماعي في الولايات المتحدة الأمريكية، حيث ظهرت كتب مثل “صرخة الأطفال المريرة”، التي انتقدت بشدة عمالة الأطفال، وبدأت اللجنة الوطنية لمكافحة عمالة الأطفال حملة ضغط بدعم من صور هاين. انتشرت الصور في مجلات صغيرة، ومعها بدأت النخبة في التحرك، فضم الإصلاحيون مثل جاك لندن والمفكرون مثل هـ. ج. ويلز أصواتهم إلى تلك الحملة، مما أثر في الرأي العام، وسرعان ما تبع ذلك قوانين تمنع تشغيل الأطفال، وتحدد ساعات العمل، وتفرض التعليم الإلزامي.

بعد مئة عام من صور هاين، لا تزال عمالة الأطفال قائمة في العديد من مناطق العالم، لكن الفرق الآن هو أن العين قد اعتادت على المشاهد المؤلمة، وأصبحت الصور مألوفة للغاية حتى صارت ممارساتها تثير شيئًا من اللامبالاة.

طفل يبيع الصحف

أطفال يعملون في مصنع للخيوط

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى