عاجل ظهور حوت برايد النادر في عُمان.. كارثة بيئية أم بداية عصر بحري جديد وماذا يعني؟

في حدث هو الأول من نوعه رصدت هيئة البيئة العُمانية حوت “برايد” قبالة سواحل محافظة مسندم، ما أثار موجة من التساؤلات بين المهتمين بالشأن البيئي حول ما إذا كانت مياه السلطنة بدأت تجذب كائنات بحرية جديدة أم أن هناك تغير خفي في النظام البيئي لم يتم كشفه بعد.
ظهور حوت برايد قبالة سواحل محافظة مسندم
منذ انطلاق أعمال مسح الثدييات البحرية في عام 2023، وعلى مدار خمس مراحل متواصلة كانت فرق البحث تترقب ظهور كائنات نادرة لكن لم يتوقع أحد أن يكون “برايد” بينها، هذا النوع الذي يتجنب المناطق الصاخبة ويعرف بوجوده في أعماق البحار، اختار الظهور في مياه مسندم، وهو ما وصفته عايدة بنت خلف الجابرية، رئيسة المشروع، بأنه “تحول نوعي في فهمنا للتنوع البيولوجي البحري في السلطنة”.
ما الذي يميز “برايد”؟
حوت “برايد” ليس مجرد حيوان بحري آخر فهو يصنف ضمن الحيتان متوسطة الحجم، ويصل طوله إلى 12 متر، جسمه الطويل، ولونه الرمادي المزرق وثلاث نتوءات أعلى رأسه تمنحه شكل مميز، بينما طريقته في الصيد باستخدام “الاندفاع والبلع” تجعل من سلوكه مثير للدراسة.
لكن أكثر ما يلفت الأنظار في هذا الكائن هو نمط حياته المنعزل. فهو نادر الظهور، ولا يشاهد إلا منفرد أو ضمن مجموعات صغيرة، ما يجعل رصده في السلطنة حدثًا غير عادي.
رصد حوت برايد في سلطنة عُمان
رصد حوت برايد في سلطنة عُمان قد لا يكون مجرد صدفة، بحسب علماء البيئة فإن ظهوره في هذه المنطقة يمكن أن يدل على تغير بيئي عميق، سواء في درجات حرارة المياه أو في وفرة الغذاء، أو ربما حتى في اختفاء أنواع منافسة.
ويعتبر هذا الحوت مؤشر بيولوجي حساس، مما يعني أن وجوده أو غيابه يعكس بشكل مباشر حالة النظام البيئي البحري، التلوث، التغير المناخي، والصيد الجائر كلها عوامل قد تدفع مثل هذه الأنواع للهجرة إلى مناطق غير مألوفة.
حوت برايد
المشروع البيئي في سلطنة عمان لم يكن مجرد رصد عابر. بل يشكل جزء من مبادرة شاملة لربط البحث العلمي بالعمل الميداني، وبناء قاعدة بيانات وطنية تسهم في رسم سياسات بيئية أكثر دقة، الخطوة القادمة ستكون استكشاف ما إذا كان هذا الحوت قد أصبح جزء دائم من المنظومة البحرية العمانية.