أخبار السعودية

السيرة الذاتية لشيخ القراءات عبدالمالك سلطان بعد إعلان وفاته أمس وسبب الوفاة

بعد مسيرة حافلة بالعلم والعطاء انتقل الشيخ عبدالمالك سلطان محمود إلى رحمة الله تعالى يوم 12 مارس 2025، بعد صراع مع المرض، وقد خيم الحزن على محبيه وطلابه الذين فقدوا عالم جليل أفنى حياته في سبيل نشر وتعليم كتاب الله، ورغم رحيله ستظل بصمته العلمية حاضرة من خلال طلابه الذين نهلوا من علمه، ومن خلال إجازاته وسنده المتصل، ليبقى اسمه خالد في سجل علماء الأمة الذين نذروا حياتهم لخدمة القرآن الكريم.

الشيخ عبدالمالك سلطان

يعد الشيخ عبدالمالك سلطان محمود أحد أبرز أعلام القراءات والتجويد في العصر الحديث، فقد كرس حياته لخدمة القرآن الكريم وتعليمه، ليترك بصمة لا تمحى في قلوب طلابه ومحبيه، امتدت رحلته العلمية عبر عقود طويلة، تميز خلالها بالإخلاص والاجتهاد في نشر علوم القرآن، سواء من خلال تدريسه أو تأليفاته وإجازاته في القراءات العشر.

رحم الله الشيخ عبدالمالك سلطان، وجعل ما قدمه في ميزان حسناته، وأسكنه فسيح جناته.

السيرة الذاتية لشيخ القراءات عبد المالك سلطان

ولِد الشيخ عبدالمالك سلطان محمود عام 1369، في إحدى القرى التابعة لإقليم البنجاب في باكستان، ونشأ في بيئة متدينة تقدّر العلم الشرعي وتحفظ للقرآن مكانته العظيمة، بدأ رحلته مع القرآن الكريم منذ الصغر، حيث أتم حفظه وهو لا يزال في مرحلة الطفولة، ثم واصل دراسته في علوم الشريعة والقراءات على أيدي كبار المشايخ في باكستان، حتى نال الإجازة في القراءات العشر.

رحلته العلمية في مكة المكرمة

في عام 1397 قرر الشيخ الانتقال إلى مكة المكرمة، حيث وجد فيها بيئة علمية خصبة ونهل من علوم كبار العلماء، فأتقن القراءات وتوسع في علم التجويد والرسم العثماني والضبط. ومن خلال اجتهاده في طلب العلم، حصل على العديد من الإجازات الشرعية، مما أهّله ليكون مرجع في علم القراءات.

جهوده في تعليم القرآن الكريم

شغل الشيخ عبدالمالك سلطان محمود العديد من المناصب التعليمية، حيث عمل مدرس للقراءات في جامعة أم القرى، وكان أحد أركان المدرسة الفرقانية لتحفيظ القرآن الكريم بمكة، حيث خرج أجيال من الحفّاظ الذين أجيزوا في القراءات السبع والعشر.

كما اشتهر الشيخ بمهارته في تدريس القرآن وفق الأسانيد المتصلة، وقد حصل على إجازات من كبار المشايخ في علوم الحديث والتفسير، مما جعله مرجع لكثير من طلبة العلم داخل المملكة وخارجها.

صفات الشيخ ومكانته العلمية

كما عرف الشيخ عبدالمالك سلطان محمود بالزهد والتواضع، وكان مثال للعالم الرباني الذي لا يبخل بعلمه على أحد. لم يكن مجرد معلم للقرآن، بل كان نموذج في الأخلاق والتقوى، حيث أثّر بأسلوبه في طلابه الذين أحبوه لما تميز به من اللين وحسن الخلق والصبر في التعليم، كما كان الشيخ رحمه الله يتميز بصوتٍ ندي وأداءٍ متميزٍ في التلاوة، مما جعله إمام وخطيب في جامع الشيخ سليمان خياط بمكة المكرمة، حيث اعتاد الناس على سماع تلاواته العذبة التي تخشع لها القلوب.

ابراهيم محمد

حاصل على ليسانس أداب قسم الصحافة والإعلام خبرة في كتابة المقالات بمختلف المجالات منذ ثلاث سنوات

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى