انقطعت الكهرباء بتونس مع وفاته “الحبيب الشعري” السيرة الذاتية ومسيرته المهنية وسبب الوفاة

فقدت الساحة الفنية التونسية واحد من أبرز أعمدتها برحيل الفنان والمنتج الحبيب الشعري الذي شكل جزء مهم من تاريخ السينما التونسية منذ بداياتها، ومع انتشار خبر وفاته استعاد الجمهور والنقاد مسيرته الفنية الغنية التي امتدت لعقود، حيث كان أحد الأسماء البارزة التي ساهمت في وضع اللبنات الأولى لصناعة السينما في تونس.
وفاة الحبيب الشعري
برحيل الحبيب الشعري تفقد دولة تونس أحد روادها في مجال التمثيل والإنتاج، لكن أعماله ستظل شاهدة على مرحلة مهمة في تطور السينما التونسية ومصدر إلهام للأجيال القادمة من الفنانين، ولد الحبيب الشعري في تونس ونشأ في فترة شهدت تغيرات كبيرة في المشهد الثقافي والفني، برز اسمه في أواخر الستينيات حيث شارك في العديد من الأعمال السينمائية، وارتبط اسمه بأفلام المخرج عمار الخليفي، أحد مؤسسي السينما التونسية، كان دوره في فيلم “الفجر” (1966) نقطة تحول مهمة حيث جسد شخصية تنتمي إلى جيل من الشباب الذين واجهوا الاحتلال الفرنسي بوجهات نظر مختلفة. يُعد هذا الفيلم أول إنتاج سينمائي طويل في تونس بعد الاستقلال، ما جعله محطة فارقة في تاريخ الفن السابع في البلاد.
الحبيب الشعري
لم تتوقف مساهمات الحبيب الشعري عند التمثيل فقط بل امتدت إلى الإنتاج السينمائي والإشراف على عدد من المسلسلات التلفزيونية التي تركت أثر واضح في الدراما التونسية، ومن بين أبرز أعماله السينمائية الأخرى:
- المتمرد (1968) الذي واصل فيه تقديم أدوار معبرة عن التحولات الاجتماعية والسياسية في تونس.
- الفلاقة (1970)، وهو فيلم بارز رُشح للجائزة الذهبية في مهرجان موسكو السينمائي الدولي عام 1971.
وداع مؤثر
لم يكن الحبيب الشعري فنان عابر في تاريخ السينما التونسية، بل كان جزء من إرث ثقافي وفني ممتد، إذ إنه والد الممثل الراحل سفيان الشعري، الذي ترك بدوره بصمة واضحة في الدراما التونسية من خلال أعماله التلفزيونية المتميزة، وقد نعت وزارة الشؤون الثقافية التونسية الفنان الراحل معتبرة رحيله خسارة كبيرة للوسط الفني، حيث طويت بوفاته صفحة مشرقة من تاريخ السينما التونسية، كما تفاعل الجمهور بشكل واسع عبر مواقع التواصل الاجتماعي، مستذكرين أعماله التي لا تزال محفورة في ذاكرة الفن التونسي.