من هي المراة التي ضرب القران بها مثال في الكفر وامراة اخري ضرب مثال في ايمانها؟

في القرآن الكريم ضرب الله تعالى أمثلة عديدة ليكونوا عبرة للناس، ومن بين هذه الأمثلة، ذكر الله تعالى امرأتين: واحدة ضرب بها مثلا للكفر، والأخرى ضرب بها مثلا للإيمان، هاتان المرأتان تمثلان نموذجين متضادين في التعامل مع الإيمان والكفر، رغم أنهما كانتا تعيشان في بيئات مليئة بالتحديات، الأولى هي امرأة نوح، والثانية هي امرأة فرعون (آسيا بنت مزاحم)، وفي السطور التالية سوف نعرض لكم كافة تفاصيل ذكرهم في القرآن الكريم.
امرأة نوح: مثال الكفر المذكور في القرآن
امرأة نوح هي واحدة من النساء اللواتي ذكرهن القرآن كمثال للكفر، كانت زوجة لنبي الله نوح عليه السلام الذي كان من أولي العزم من الرسل، ومع ذلك لم تنفعها قرابتها منه، ولم تؤمن بدعوته يقول الله تعالى في سورة التحريم:
“ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا لِّلَّذِينَ كَفَرُوا امْرَأَتَ نُوحٍ وَامْرَأَتَ لُوطٍ ۖ كَانَتَا تَحْتَ عَبْدَيْنِ مِنْ عِبَادِنَا صَالِحَيْنِ فَخَانَتَاهُمَا” (سورة التحريم: 10).
هذه الآية توضح أن امرأة نوح خانَت زوجها في الإيمان، ولم تنفعه قرابتها منه رغم أنها كانت تعيش مع نبي يدعو إلى الله إلا أنها اختارت الكفر والاستكبار، هذا المثال يعلمنا أن القرابة من الصالحين ليست ضمانًا للهداية، فالإيمان هو اختيار شخصي يتطلب إرادة وقناعة.
امرأة فرعون: مثال الإيمان
على النقيض من امرأة نوح، نجد امرأة فرعون (آسيا بنت مزاحم)، التي ضرب الله بها مثلا للإيمان والتضحية، كانت زوجة لفرعون الطاغية الجبار الذي ادعى الألوهية، ومع ذلك آمنت بالله سرا ورفضت عبادة زوجها يقول الله تعالى عنها:
“وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا لِّلَّذِينَ آمَنُوا امْرَأَتَ فِرْعَوْنَ إِذْ قَالَتْ رَبِّ ابْنِ لِي عِندَكَ بَيْتًا فِي الْجَنَّةِ وَنَجِّنِي مِن فِرْعَوْنَ وَعَمَلِهِ وَنَجِّنِي مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ” (سورة التحريم: 11).
امرأة فرعون ضحت بكل شيء في سبيل إيمانها حتى أنها تعرضت للتعذيب من قبل زوجها، لكنها صبرت وثبتت على إيمانها هذا المثال يعلمنا أن الإيمان الحقيقي يتطلب التضحية والصبر، وأن البيئة المحيطة مهما كانت فاسدة لا يمكن أن تمنع الإنسان من الهداية إذا أرادها بقلب صادق.
العبرة من القصتين:
الاختيار الشخصي: القصتان تؤكدان أن الإيمان والكفر هما اختيار شخصي، ولا يتأثران بالقرابة أو البيئة المحيطة، امرأة نوح كانت زوجة لنبي، ومع ذلك كفرت بينما امرأة فرعون كانت زوجة لطاغية ومع ذلك آمنت.
التضحية من أجل الإيمان: امرأة فرعون تعلمنا أن الإيمان الحقيقي يتطلب التضحية، وأن المؤمن قد يواجه تحديات كبيرة لكن الثبات على المبدأ هو طريق النجاة.
القرابة ليست ضمانًا للهداية: امرأة نوح تذكرنا أن القرابة من الصالحين ليست ضمانًا للهداية، فكل إنسان مسؤول عن اختياراته.